أعلن وزير الطاقة السوري، محمد البشير، عن تحسن ملموس في واقع التغذية الكهربائية في سوريا ابتداءً من اليوم، الاثنين 18 من آب، وذلك من خلال تعديل برنامج التقنين ليصبح ساعتي وصل مقابل أربع ساعات قطع في معظم المحافظات السورية. وأوضح في حواره مع وكالة الأنباء السورية (سانا) أن هذا التحسن جاء نتيجة وصول كميات من الغاز الأذربيجاني عبر الأراضي التركية إلى محطات توليد الطاقة، مما ساهم في زيادة كمية الكهرباء المنتجة ورفع القدرة التشغيلية لعدد من المحطات المتوقفة أو العاملة جزئيًا خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن "الانخفاض النسبي في درجات الحرارة خلال الأيام الأخيرة ساهم في تخفيف الضغط على الشبكة، مما مكن الوزارة من إعادة توزيع الأحمال وتحسين برامج التوزيع". وأكد أن الوزارة تواصل جهودها بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان استقرار الواقع الكهربائي وتحقيق المزيد من التحسن خلال الفترة المقبلة، داعيًا المواطنين إلى ترشيد استهلاك الكهرباء والمساهمة في دعم استقرار الشبكة.
من جانبه، أعلن مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة، أحمد السليمان، عن بدء تطبيق زيادة ساعات التشغيل فعليًا اعتبارًا من اليوم، وإضافة ساعتي تشغيل مقابل أربع ساعات تقنين. وأوضح عبر صفحته في منصة "إكس" أن هذا الإجراء يأتي ضمن خطة تحسين التوزيع ورفع كفاءة الخدمة.
وخلال رصد أجرته عنب بلدي، فقد زادت ساعات التغذية الكهربائية في مدينة دمشق اليوم، إذ بلغت بين 6 و8 ساعات في مختلف أحياء المدينة، وذلك بعد زيادة ساعات التقنين خلال الأسبوع الماضي. أما في ريف دمشق، فاختلفت ساعات التغذية بين مناطقها، إذ تراوحت بين 4 و6 ساعات. وفي حلب، أفاد مراسل عنب بلدي أنه في اليومين الأخيرين تحسنت ساعات التغذية الكهربائية، إذ وصلت إلى ست ساعات، بعدما كانت تصل لأربع ساعات.
ما سبب التأخر
أوضح مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، لعنب بلدي، في 9 من آب، أن سبب تأخر البدء بزيادة ساعات التغذية الكهربائية، على خلاف ما تم الإعلان عنه سابقًا، يعود إلى ما توصلت إليه الفرق الفنية السورية والتركية بخصوص ضخ الغاز الأذربيجاني، إذ بدأت عمليات الضخ بشكل تجريبي وبكميات محدودة وصلت إلى 750 ألف متر مكعب يوميًا، من أصل الكمية المقررة البالغة 3.4 مليون متر مكعب. وهدف الضخ التدريجي إلى مراقبة الضغوط وإجراء موازنة دقيقة بين الشبكتين السورية والتركية، لتفادي أي مشكلات فنية محتملة ومعالجة الأعطال إن وُجدت، وهو ما تطلب تمديد فترة التجربة لنحو ستة أيام حينها بحسب التقديرات الفنية.
وأكد أبو دي أن الكمية المتوقعة في ساعات التغذية الكهربائية ستتراوح ما بين ثماني وعشر ساعات يوميًا، وستكون شاملة لجميع المحافظات السورية. وأشار إلى أن كميات الكهرباء التي سيتم إنتاجها من الغاز ستخصص بالكامل لتغطية الأحمال المنزلية، وبقية الأحمال (الصناعية والتجارية) يتم تزويدها عبر التوليد المحلي المعتمد على الغاز والفيول المحليين. وسيتم توزيع الطاقة الكهربائية بين المحافظات وفق برنامج مدروس يأخذ بعين الاعتبار جهوزية الشبكات الكهربائية، وعدد المشتركين، وأطوال الشبكات في كل محافظة.
3.4 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا
بدأ تدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا، في 2 من آب الحالي، وقال وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن تصدير الكهرباء إلى سوريا يتم عبر ثماني نقاط مختلفة، ومن المنتظر زيادة قدرة التصدير بنسبة 25% أولًا، وإلى أكثر من الضعف لاحقًا. وأشار مدير الشركة السورية للغاز، يوسف اليوسف، لعنب بلدي حينها، إلى أن سوريا ستستقبل 3.4 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا من أذربيجان عبر الجانب التركي، وستدخل في شبكة الغاز السورية فورًا، مشيرًا إلى أن الكميات تدخل بشكل تدريجي في الأسبوع الأول، وبعده سيصل الضخ لمعدل التزويد الثابت المعلن.
وكان "صندوق قطر للتنمية" أعلن البدء بالمرحلة الثانية من دعم الطاقة الكهربائية، بناء على توجيهات أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وذلك في إطار التعاون بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة السورية. وذكرت السفارة القطرية في دمشق في بيان، في 31 من تموز الماضي، أن هذه الخطوة تأتي "استكمالًا لجهود دولة قطر في دعم الأشقاء في الجمهورية العربية السورية الشقيقة في قطاع الكهرباء".