الثلاثاء, 25 نوفمبر 2025 05:56 PM

تحقيق استقصائي: سجون الرقة التابعة لقسد.. قصة آلاف المعتقلين الأبرياء وانتهاكات مروعة

تحقيق استقصائي: سجون الرقة التابعة لقسد.. قصة آلاف المعتقلين الأبرياء وانتهاكات مروعة

تحت ستار الديمقراطية، تمارس قوات سوريا الديمقراطية "قسد" سياسات قمعية، أدت إلى سجن آلاف المدنيين الأبرياء في سجونها بمدينة الرقة. ولا يقتصر الأمر على الصحفيين والناشطين والمعارضين، بل يشمل أيضاً مقاتلين سابقين في الجيش الحر.

تستند الاعتقالات إلى تقارير كيدية من مخبرين يُطلق عليهم "المصادر"، الذين يقومون بتزوير المعلومات مقابل المال، مما يزيد من معاناة الأبرياء. ورغم ادعاءات "قسد" بالديمقراطية، فإن الأمل الوحيد للمعتقلين في الخروج من السجون هو دفع مبالغ طائلة، مما يكشف عن فساد القضاء وتفشي الرشوة بين القضاة والمحامين.

يشبه الوضع في سجون "قسد" ممارسات النظام السابق من حيث التعذيب والفساد واستغلال السلطة. يستعرض هذا التقرير السجون التابعة لمحافظة الرقة، من حيث عددها ومواقعها الجغرافية وأنواعها وسعتها وعدد المعتقلين فيها وأوضاعهم، بالإضافة إلى أسماء بعض المشرفين عليها. وتكشف المعلومات وجود ثلاثة سجون أمنية رئيسية.

السجون الأمنية ومراكز التعذيب:

سجن عايد "أمني": يقع في مدخل مدينة الطبقة على أوتوستراد حلب، ويضم أكثر من 2400 معتقل من الصحفيين والناشطين والمعارضين ومقاتلين سابقين في الجيش الحر. يؤكد معتقلون سابقون تعرضهم لتعذيب جسدي ونفسي ممنهج، بما في ذلك الصعق بالكهرباء والتعليق ("الشبح") والتعرية القسرية، بالإضافة إلى الحرمان من الطعام والماء. الغرف مظلمة ولا يُسمح للمعتقلين بالخروج إلى الشمس، مما يؤدي إلى تفشي الأمراض.

سجن الاستخبارات "أمني": يوصف بأنه "الداخل مفقود والخارج مولود". يقع تحت المشفى الوطني خلف مقر الأمن الداخلي في مدينة الرقة، ويشرف عليه عناصر من الاستخبارات الأكراد.

سجن أبو غزالة "أمني": يقع تحت سد الفرات من جهة منطقة الطبقة، ويشرف عليه أيضاً استخبارات أكراد.

السجون المركزية المكتظة:

سجن الأقطان: يقع داخل مركز الأقطان شمالي محافظة الرقة (15 كم). صُمم على غرار سجن صيدنايا، ويضم ثلاثة أجنحة و 20 منفردة و 48 مهجعاً. سعته الإجمالية 2300، لكنه يضم حالياً 3000 معتقل. يشرف عليه ضباط برتبة نقيب وهم "كيبارة عفرين" و "بشار". ورغم زيارات التحالف الدولي الدورية، إلا أن الأوضاع مزرية ويتعرض المعتقلون للتعذيب والحرمان من الزيارات، مع تفشي الأمراض و "الجَرَب".

سجن التعميري: يقع داخل مدينة الرقة شمالي دوار باسل بـ 200م. يضم 10 منفردات و 32 مهجعاً. سعته الإجمالية 1300، لكنه يضم نحو 1800 معتقل. يتبع السجن للمجلس التنفيذي والحماية أمن داخلي، وجميعهم من الأكراد. يشرف على السجن "هارون عفرين" و "محيو". شهد السجن في عام 2024 استعصاء للسجناء راح ضحيته 10 مساجين.

سجن الأحداث: يقع جانب محطة القطار سابقاً (200م شرقي دوار التومين). يشرف عليه ضباط برتبة نقيب "فرهاد عفرين" و "ديغول". يوجد فيه 7 منفردات و 7 مهاجع. سعته الإجمالية 250، بينما يضم حالياً نحو 600 معتقل بينهم أطفال. المعاملة سيئة جداً، مع تفشي الأمراض وجَرَب، وسوء الطعام وغياب الرعاية الصحية. يُسمح للسجين بنصف ساعة كل أسبوع حتى يخرج للهواء. وقع فيه استعصاء في عام 2024 قُتل خلاله 5 أشخاص.

سجن الطبقة المركزي (الكنيسة): يقع داخل منطقة الطبقة. شهد استعصاء للسجناء في الأشهر الماضية نظراً للظلم والتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون وبسبب فساد محاكمة الطبقة.

سجن الفرقة 17: يقع شمالي محافظة الرقة (5 كم) داخل الفرقة 17. وهو سجن تابع للشرطة العسكرية ومعتقلوه من العسكريين التابعين لـ "قسد".

سجن الرقة المركزي: تم إلغاء سجن الرقة المركزي الذي كان يقع جانب صوامع الحبوب عند المدخل الشمالي لمدينة الرقة تحت الجسر، ونُقل المساجين منه إلى سجن الأقطان.

نظارات التوقيف الريفية: تُعد هذه السجون نظارات توقيف وتضم العشرات من المعتقلين، لكنها في الواقع مراكز ابتزاز لدفع الرِّشاوى أو التحويل للمحاكمة والسجون المركزية.

سجن حزيمة: يقع 25 كم شمالي الرقة داخل بلدة حزيمة شمالي محافظة الرقة.

سجن الكرامة: يقع شرقي مدينة الرقة (30 كم) في بلدة الكرامة على الطريق العام.

سجن المنصورة: يقع غربي محافظة الرقة (30 كم) داخل ناحية المنصورة.

سجن الجرنية: يقع غربي محافظة الرقة (80 كم).

تمثل سجون مدينة الرقة نموذجاً يكشف الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي ترتكبها قسد في منطقة سيطرتها، في ظل صمت المنظمات الحقوقية الدولية وغياب الإعلام عن التغطية ونقل شهادات الناجين من السجون ومعاناتهم.

عمار الحميدي - زمان الوصل

مشاركة المقال: