السبت, 8 نوفمبر 2025 09:28 PM

تحليل الحمض النووي يكشف: أمراض فتكت بجيش نابليون وأجبرته على الانسحاب من روسيا

تحليل الحمض النووي يكشف: أمراض فتكت بجيش نابليون وأجبرته على الانسحاب من روسيا

شبكة أخبار سوريا والعالم/ كان انسحاب نابليون بونابرت وجيشه الكبير من روسيا في عام 1812 حدثًا كارثيًا، مثّل بداية النهاية لإمبراطوريته وهيمنته الشخصية في أوروبا. فقد لقي حوالي 300 ألف جندي حتفهم من قوة قوامها في البداية نحو نصف مليون جندي.

وتقدم دراسة جديدة، تعتمد على تحليل الحمض النووي المستخرج من أسنان 13 جنديًا فرنسيًا دُفنوا في مقبرة جماعية بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس على طول طريق الانسحاب، فهمًا أعمق لمعاناة الجيش الكبير، وكشفت عن مسببين للأمراض لم يوثقا سابقًا في هذا الحدث التاريخي.

أظهر اكتشاف البكتيريا المسببة لحمى نظيرة التيفوئيد (الباراتيفويد) والحمى المتكررة التي ينقلها القمل، إلى جانب دراسات سابقة، أن حالات عدوى عديدة انتشرت بين الجنود الذين كانوا منهكين بالفعل بسبب البرد والجوع والإرهاق.

يحتوي موقع فيلنيوس الذي اكتُشف في عام 2001 على رفات ما بين 2000 إلى 3000 جندي من جيش نابليون.

وقال نيكولاس راسكوفان، عالم الأحياء الجزيئية والوراثة ورئيس وحدة علم الجينوم الميكروبي القديم في معهد باستور بباريس والمعد الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة (كارنت بيولوجي): "كانت فيلنيوس محطة محورية على طريق الانسحاب عام 1812، حيث وصل إليها عدد كبير من الجنود منهكين وجائعين ومصابين بالأمراض. وكثير منهم فارقوا الحياة ودُفنوا في مقابر جماعية".

وأضاف راسكوفان: "في حين ركزت الدراسات السابقة على تأثير البرد والجوع والتيفوس، تكشف نتائجنا أن حمى نظيرة التيفوئيد والحمى المتكررة المنقولة عبر القمل كانت منتشرة أيضًا وربما ساهمت في إنهاك الجنود وارتفاع معدل الوفيات".

عادة ما تنتقل حمى نظيرة التيفوئيد عبر الطعام أو الماء، وتشمل أعراضها الحمى والصداع وآلام البطن والإسهال أو الإمساك والضعف، وأحيانًا الطفح الجلدي. أما الحمى المتكررة المنقولة عبر القمل فتسبب نوبات متكررة من ارتفاع درجة الحرارة مصحوبة بصداع وآلام العضلات والضعف.

أوضحت الدراسة أن أربعة من أصل 13 جنديًا ثبتت إصابتهم ببكتيريا حمى نظيرة التيفوئيد، بالإضافة إلى إصابة اثنين ببكتيريا الحمى المتكررة، وتتطابق أعراض هاتين الحالتين مع ما ورد في السجلات التاريخية للانسحاب.

تضيف النتائج الجديدة تفاصيل دقيقة لمعاناة جنود الإمبراطور الفرنسي، مشيرة إلى أن الوضع لم يقتصر على مرض واحد أو اثنين، بل كان هناك انتشار واسع لمختلف الأمراض المعدية.

تبرز الدراسة كيف يمكن لتحليل الحمض النووي القديم الذي يشهد تطورًا متسارعًا أن يفتح آفاقًا جديدة لفهم أحداث تاريخية كبرى.

مشاركة المقال: