الإثنين, 23 يونيو 2025 01:26 AM

تحليل بلومبيرغ: ما السيناريوهات المحتملة في حال إغلاق إيران لمضيق هرمز؟

تحليل بلومبيرغ: ما السيناريوهات المحتملة في حال إغلاق إيران لمضيق هرمز؟

نشرت وكالة بلومبيرغ الأميركية تقريراً يتناول التداعيات المحتملة لإغلاق إيران لمضيق هرمز. وذكر التقرير أن قصفاً جوياً إسرائيلياً أدى إلى تدمير جزء من القدرات الصاروخية الباليستية الإيرانية ومقتل عدد من القادة العسكريين، تبع ذلك قصف أميركي للمفاعلات النووية الإيرانية.

يشير التقرير إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي كان قد توعد الولايات المتحدة بـ "أضرار لا يمكن إصلاحها" إذا تدخلت في النزاع دعماً لحليفتها. وأثار هذا التصريح تكهنات حول إمكانية لجوء القيادة الإيرانية إلى إغلاق مضيق هرمز كوسيلة للضغط على خصومها.

يوضح الخبير الاستراتيجي في مجال النفط، جوليان لي، أن حوالي ربع تجارة النفط العالمية يمر عبر هذا الممر المائي الحيوي. وإذا منعت إيران ناقلات النفط والغاز العملاقة من الوصول إلى الصين وأوروبا ومناطق أخرى، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع كبير وسريع في أسعار النفط، وربما زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي.

يربط مضيق هرمز الخليج العربي بالمحيط الهندي، وتقع إيران شماله والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان جنوبه. يبلغ طوله 161 كيلومتراً وعرضه 32 كيلومتراً في أضيق نقطة، حيث يبلغ عرض الممرات الملاحية 3 كيلومترات في كل اتجاه.

بسبب أعماقه الضحلة، تكون السفن عرضة للألغام، وقربه من اليابسة يعرضها لخطر الصواريخ التي تنطلق من الشواطئ أو الاعتراض من قبل زوارق الدوريات والمروحيات.

في عام 2024، نقلت السفن العملاقة عبر مضيق هرمز حوالي 16.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران، وفقاً لبيانات بلومبيرغ. كما عبر أكثر من خُمس الإمدادات العالمية من الغاز، معظمها من قطر، عبر المضيق في الفترة نفسها.

يؤكد الخبير الاستراتيجي أن إيران لا تملك الحق القانوني في إيقاف حركة المرور عبر المضيق، وبالتالي ستحتاج إلى استخدام القوة أو التهديد بها لتحقيق ذلك. وإذا حاولت قواتها البحرية منع الدخول إلى المضيق، فمن المرجح أن تواجه رداً قوياً من الأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية الغربية الأخرى، مما يجعل الملاحة محفوفة بالمخاطر.

إغلاق مضيق هرمز سيضر باقتصاد إيران نفسها لأنه سيمنعها من تصدير نفطها.

يذكر المقال حالات تعرضت فيها السفن في الخليج لمضايقات من قبل إيران في العقود الماضية. ففي أبريل/نيسان 2024، احتجز الحرس الثوري الإيراني سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل قرب المضيق. كما احتجزت إيران في أبريل/نيسان 2023 ناقلة نفط أميركية بزعم أنها اصطدمت بسفينة أخرى، وناقلتي نفط يونانيتين في مايو/أيار 2022 لمدة 6 أشهر قبل الإفراج عنهما.

تعتمد الدول المطلة على المضيق بشكل كبير عليه في تصدير نفطها. فالسعودية تصدر عبره معظم النفط، لكنها تستطيع تحويل شحناتها إلى أوروبا باستخدام خط أنابيب يمر عبر المملكة إلى محطة على البحر الأحمر. ويمكن للإمارات تصدير بعض نفطها الخام عبر خط أنابيب من حقولها النفطية إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان. ومع إغلاق خط أنابيب النفط المتجه إلى البحر الأبيض المتوسط، يعتمد العراق حالياً بشكل كبير على مضيق هرمز. أما الكويت وقطر والبحرين فلا خيار لها سوى شحن نفطها عبر الممر المائي، بينما تعتمد إيران أيضاً عليه كلياً.

مشاركة المقال: