تعاني مدينة تدمر، الواقعة في ريف حمص الشرقي، من تدهور ملحوظ في الخدمات العامة، مما أثار استياء سكانها الذين يشعرون بالتهميش، على الرغم من مرور عدة سنوات على تحرير المدينة من التنظيمات الإرهابية.
الحاجة إلى تدخل حكومي عاجل
أكد خالد بهاء الدين، مدير "تنسيقية تدمر"، في حديث لمنصة سوريا 24، أن الوضع الخدمي في تدمر "سيئ جداً"، باستثناء خدمات الكهرباء والمياه التي وصفها بأنها "شبه مستقرة نسبياً". وأضاف أن القطاعات الأخرى، وعلى رأسها الصرف الصحي، تعاني من إهمال شديد، مشيراً إلى أن "الصرف الصحي يحتاج إلى تدخل حكومي عاجل، فالمشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم". كما لفت إلى "نقص حاد في عدد عمال النظافة والآليات التابعة لبلدية تدمر"، مما يؤثر سلباً على نظافة الشوارع والأحياء ويزيد من معاناة السكان اليومية.
ليس إهمال بل ضعف إمكانيات
في المقابل، نفى زاهر السليم، عضو اللجنة المدنية في تدمر، وجود "تهميش مقصود"، وأرجع الأسباب إلى "ضعف الإمكانيات المادية واللوجستية لدى الدولة بشكل عام"، وليس إلى إهمال متعمد من قبل محافظة حمص أو الجهات المعنية. وأوضح السليم في حديث لمنصة أن "الأمر ليس تهميشاً بقدر ما هو ضعف إمكانيات الدولة بشكل عام، وهذا الوضع ليس خاصاً بتدمر بل يطال معظم المدن السورية". وأكد أن اللجنة المدنية تعمل "بكل الاتجاهات" لتحسين الواقع الخدمي، مشيراً إلى "استجابة بعض الجمعيات المحلية والدولية" ووجود "تنسيق مستمر مع محافظة حمص والمؤسسات المعنية". وأضاف أن "الجهود مبذولة على كل الأصعدة، وهناك استجابة قدر المتاح، لكن الأمر عام ومرتبط بالوضع الوطني العام".
آمال بعودة الخدمات إلى ما كانت عليه
اختتم السليم حديثه بالتعبير عن أمله في أن "تتحسن أحوال الدولة قريباً"، مضيفاً: "إن شاء الله نستطيع النهوض، وأن تكون الدولة بأحسن حال، وتعود الخدمات إلى ما كانت عليه". يذكر أن تدمر، التي تعتبر من المدن التاريخية ذات الأهمية السياحية والثقافية، تشهد تزايداً في أعداد الوافدين من مناطق مختلفة، مما يزيد الضغط على بنيتها التحتية المتهالكة أصلاً، ويعقد مهمة توفير الخدمات الأساسية لسكانها.