حصلت "سوريا 24" على معلومات حصرية حول تفاصيل صرف أول دفعة من رواتب "الجيش السوري الجديد" في منطقتي رأس العين بريف الحسكة وتل أبيض في ريف الرقة، والتي تم توزيعها أمس الخميس. وقد سادت حالة من التذمر في صفوف المقاتلين بسبب أخطاء إدارية واقتطاعات غير مبررة أثرت بشكل مباشر على مستحقاتهم المالية.
تأتي هذه الخطوة بعد ثلاثة أشهر من توقف صرف الرواتب بشكل رسمي، حيث كانت الفصائل تدفع الرواتب بشكل مباشر وبمبالغ لا تتجاوز 1400 ليرة تركية (حوالي 40 دولارًا).
أخطاء إدارية تؤثر على الرواتب
كشفت مصادر لسوريا 24 أن سلسلة من الأخطاء الإدارية رافقت عملية توزيع الرواتب، مما انعكس مباشرة على مستحقات العديد من العناصر. وأفاد أحد مقاتلي الفرقة 66 لمنصة "سوريا 24" بأن الأخطاء التي عانى منها العناصر سابقًا في تسجيل الأسماء عادت من جديد، ولكن هذه المرة في تصنيف الحالة الاجتماعية. وأوضح أنه متزوج ويعيل أطفالًا، إلا أن الوزارة سجلته كعازب، ما أثر على قيمة راتبه المستحق.
اقتطاعات إضافية لصالح مواقع أخرى
لم تقتصر المشكلة على الأخطاء في البيانات، بل تعرضت الرواتب أيضًا لاقتطاعات مالية إضافية. وبحسب المقاتل ذاته، تم خصم خمسين دولارًا من راتبه لصالح عناصر متمركزين في مواقع حدودية مع تركيا ومناطق انتشار قوات "قسد". واعتبر أن هذا التمييز غير منصف، خاصة أن انتشار العناصر في المقرات يتم وفق تعليمات القيادة وظروف العمل، وليس بناءً على رغباتهم الشخصية.
منحة العيد لم تظهر في الرواتب
رغم صدور منحة مالية بمناسبة عيد الأضحى، مقدمة من رئيس الجمهورية، فوجئ المقاتلون عند استلام الرواتب بخصم قيمة المنحة من الراتب الأساسي، ما جعلها غير محسوسة فعليًا في الدفعة المستلمة.
استمرار الأخطاء وحرمان بعض المقاتلين من الرواتب
تكررت هذه الأخطاء والاقتطاعات مع أعداد كبيرة من العناصر، سواء المتزوجين أو العازبين. كما تفاجأ عدد من المقاتلين بعدم ورود أسمائهم في قوائم الرواتب، رغم تثبيتها في سجلات وزارة الدفاع بدمشق. ووفق معتمدي الرواتب، فإن مصدر هذه الأخطاء يعود إلى الوزارة نفسها.
آلية الرواتب المقررة
تضمنت آلية الصرف التي اعتمدتها وزارة الدفاع منح المتزوجين راتبًا شهريًا قدره 200 دولار، بينما خُصص للعازبين 150 دولارًا، إضافة إلى منحة عيد الأضحى البالغة 50 دولارًا لكل عنصر. إلا أن الاقتطاعات المتكررة حرمت كثيرين من الحصول على كامل مستحقاتهم.
تسجيل مدنيين لتعويض الأرقام الوهمية
كشفت مصادر خاصة لـ"سوريا 24" أن فصائل من "الجيش الوطني" لجأت إلى تسجيل أسماء جديدة من المدنيين لسد النقص في أعداد المقاتلين، بعد أن كانت قد رفعت سابقًا أرقامًا وهمية إلى وزارة الدفاع. وتم تثبيت هذه الأسماء خلال زيارة لجنة من الوزارة إلى المنطقة في وقت سابق.
الفصائل تحت راية الجيش السوري الجديد
شهدت منطقة "نبع السلام" إعادة هيكلة واسعة للفصائل العسكرية، حيث انضمت فصائل "الجيش الوطني السوري" إلى تشكيلات "الجيش السوري الجديد". وانتقل فصيل "الملك شاه" و"شهداء بدر" إلى الفرقة 66، بينما التحق فصيل "السلطان مراد" بالفرقة 72، و"الجبهة الشامية" بالفرقة 60، و"أحرار الشرقية" بالفرقة 86، فيما أصبح فصيل "الحمزات" جزءًا من الفرقة 76.
تجدر الإشارة إلى أن "نبع السلام" هو الاسم الذي أُطلق على العملية العسكرية التي نفّذها الجيش التركي في شمال شرق سوريا خلال تشرين الأول/أكتوبر 2019 ضد قوات "قسد"، بهدف إقامة منطقة آمنة على امتداد الحدود السورية-التركية.