الإثنين, 19 مايو 2025 09:09 PM

تراجع أسعار العطور في دمشق وسط ضعف الإقبال: هل يعيق القدرة الشرائية انتعاش السوق؟

تراجع أسعار العطور في دمشق وسط ضعف الإقبال: هل يعيق القدرة الشرائية انتعاش السوق؟

خاص|| سجلت أسعار العطور في دمشق خلال الأشهر القليلة الماضية انخفاضاً ملحوظاً نتيجة انخفاض الدولار ورفع العقوبات وإلغاء الجمارك وأسباب كثيرة تصب في مصلحة البائع والشاري.

أوضح أحد الباعة المختصين بتعبئة العطور في دمشق لـ "أثر" أن أهم المعوقات التي كانت تواجههم سابقاً تتمثل في ارتفاع أسعار الزيوت العطرية لأن معظمها مستورد وبالتالي كانت تتأثر بسعر الصرف وبالتالي كانوا مضطرين لتركيب زجاجة العطر بمبالغ باهظة قد تصل في بعض الأحيان إلى 300 ألف لـ 220 ملم.

وتابع: "أما اليوم وبعد سقوط النظام السابق ورفع العقوبات وانخفاض سعر الصرف، كل ذلك جعل الأمور أسهل لجهة شراء زجاجة العطر الفارغة والكرتون فكل هذه التفاصيل تؤثر في تسعيرة العطور".

بدورها رنا (ربة منزل) ذكرت لـ"أثر" أنها لم تشترِ العطور منذ فترة طويلة لارتفاع سعرها، مشيرة إلى أن "هناك أولويات أهم من ذلك، فمثلاً ركبت زجاجة عطر منذ ثمانية أشهر بـ 100 ألف ونوعيتها متوسطة وهذا المبلغ يعادل نصف الراتب".

أما رويدا (موظفة) فقد لمست فرق الأسعار من خلال شرائها زجاجة عطر من عدة أسابيع حيث أشارت إلى أن تكلفتها بلغت 40 ألف لـ 50 ملم إلا أن تكلفتها منذ عدة أشهر كانت تتجاوز الـ 55 ألف".

من جهته فاروق الغبرة (صاحب ماركة الغبرة للعطور) قال لـ"أثر": "بعد التحرير اختلفت الأسعار وصار هناك فرق كبير فقد انخفضت بنسبة 50% بالنسبة للمواد الأولية و(الإيصنص) حيث أننا نستخدم الزيت العطري الفرنسي نوع أول، ونحصل عليه عن طريق البواخر وحتى الآن يأتينا (بنفس الطريقة) عن طريق البواخر لعدة أسباب، أولاً من أجل الحفاظ على فعالية المادة الزيتية، وتالياً البواخر أكثر أماناً من أن نحضرها بطريقة الشحن عن طريق الطائرات فالبواخر كتكلفة أرخص والحاويات مؤمنة أكثر".

وفيما يخص زجاجات العطر قال الغبرة: "بعضها من تصميمنا نضع اللوغو عليه، وبعضها الآخر نشتريها جاهزة بدون اسم". وأشار إلى أن أنواع العطور الموجودة لديهم هي فرنسي نوع أول منها روائح قديمة، وجديدة ويعتبر هذا النوع غالي الثمن وتصل تكلفة العبوة الواحدة سعة 50 ملم لـ 600 ألف ل.س، والنوع الإسباني تكلفة العبوة الواحدة منه 300 ألف وبنفس السعة والسبب في انخفاض سعر الإسباني هو أن المادة المثبتة للعطر أخف من الفرنسي.

وذكر الغبرة لـ "أثر" أن زجاجة العطر تبدأ حالياً من 25 ألف لسعة 20 ملم بعد أن كانت بنحو 50 ألف، مشيراً إلى أن جميع الأنواع دون استثناء انخفضت تقريباً للنصف، والناس تلمس انخفاض الأسعار إلا أن ضعف دخل المواطن يمنعه من الشراء، منوهاً أن العطور مواسم تزداد حركة بيعها في المناسبات والأعياد مثل عيد الأم، عيد المعلم، عيد الميلاد، رأس السنة، عيد الفصح وغير ذلك، أما في الشتاء فتخف حركة البيع إلا فيما ندر كزيارة مريض أو تهنئة خطوبة وغيرها.

من جهته شيخ كار (صناعة العطور) مازن زكور قال في تصريح لـ"أثر": "الأسعار انخفضت بنسبة 30% لأن الجمارك التغت على كافة المواد التي كنا ندفع ثمنها وبالتالي بتنا نشتري ما نريد من بضاعة خاصة بالمهنة بكل أريحية"، مضيفاً: "المشكلة الوحيدة التي نعاني منها هي ضعف الإقبال من قبل الزبائن فمهما انخفضت الأسعار الدخل لا زال لا يتناسب معها، لأن معظم الناس لازالت تعتبرها من الرفاهيات".

وبحسب ما رصدت "أثر" فإن زجاجة العطر سعة 20 ملم سجلت 25 ألف بعد أن كانت بـ 50 ألف، بينما سجلت عبوة الـ 50 ملم 60 ألف بعد أن كانت بـ 150 ألف، عملاً أن كلفة زجاجة العطر تزداد بحسب طلب الزبون والكمية التي يطلبها.

مشاركة المقال: