الأحد, 1 يونيو 2025 10:24 PM

تراجع الأسواق الشعبية في إدلب: ارتفاع الأسعار وعودة المهجرين يقللان من "البسطات"

تراجع الأسواق الشعبية في إدلب: ارتفاع الأسعار وعودة المهجرين يقللان من "البسطات"

إدلب – سماح علوش: مع ارتفاع درجات الحرارة، قصدت روعة مصطفى السوق المتنقل (البازار) في حي شارع "الثلاثين" بمدينة إدلب، بحثًا عن ملابس قطنية لأطفالها الأربعة. لكنها فوجئت بارتفاع الأسعار وتقلص عدد "البسطات" مع بداية فصل الصيف.

لم تجد السيدة حاجتها المنشودة، فأسعار القطع المستعملة المعروضة ارتفعت للضعف، بينما تراجعت جودتها وكمياتها. وأشارت روعة إلى أن السوق لم يعد يشهد الازدحام الذي كان يميزه سابقًا، وأن الطلب يتركز حاليًا على الخضراوات ومواد التنظيف.

وفقًا لرصد "عنب بلدي"، انخفض عدد "البسطات" في الأسواق الشعبية المتنقلة بإدلب، بعد أن كانت منتشرة في مختلف الأحياء، تعرض بضائع متنوعة من ألبسة مستعملة وجديدة، ومواد تنظيف، وأدوات منزلية، وألعاب، ومواد غذائية. هذه "البسطات" التي كانت مقصدًا للأهالي ومصدرًا لتلبية احتياجاتهم، تراجعت بعد أن كانت توفر عليهم عناء الذهاب إلى السوق الرئيس، خاصةً في الأحياء البعيدة.

لم تعد تلبي الاحتياجات

عبّرت السيدة كريمة عن أسفها لرحيل بعض الباعة، وعن معاناتها في تأمين احتياجاتها، بعد أن اعتادت شراء التوابل والمواد التموينية بجودة عالية وأسعار مقبولة من بائع قرر العودة إلى بلدته في ريف إدلب الجنوبي.

أصحاب "بسطات" الألبسة الأوروبية المستعملة (البالة) أرجعوا ارتفاع الأسعار إلى صعوبة شراء كميات كبيرة بسبب ارتفاع رسوم الجمارك على المنتجات المستوردة. وأضافوا أنهم كانوا يجمعون الألبسة التي لا تباع في المحال الكبرى، ويبيعونها بأسعار قليلة، لكن حتى هذه الألبسة ارتفعت أسعارها، ما جعل البحث عن بضاعة جديدة بسعر مقبول أمرًا صعبًا، ودفع البعض إلى البحث عن بدائل أخرى.

أسعار الألبسة الجديدة في "البازارات" أقل من الأسواق الرئيسة، لأن أصحابها يبيعون بربح أقل لعدم ارتباطهم بإيجار محل ونفقات أخرى، لكنها لا تلقى إقبالًا كبيرًا من الأهالي.

عودة المهجرين

عبد الملك حمدو، صاحب "بسطة" أدوات منزلية، أوضح أن انخفاض عدد الباعة يعود إلى عودة بعضهم إلى قراهم وبلداتهم بعد سنوات من التهجير. وأضاف أن ارتفاع الأسعار تسبب بخسائر لأصحاب "البسطات" الذين يعتمدون على رأس مال صغير وربح محدود، ما دفعهم للبحث عن مصادر رزق أخرى.

أحمد، صاحب بسطة "إكسسوارات" ومواد تجميل، أكد أن الأسواق المتنقلة ما زالت موجودة رغم انخفاض عدد "البسطات"، وأن الأهالي اعتادوا على الباعة وأصبح هناك نوع من الألفة بينهم. وأشار إلى أن معظم الباعة من المهجرين الذين يفضلون استثمار مدخراتهم في إعادة إعمار منازلهم وأراضيهم.

ورغم انخفاض عددها وتراجع منتجاتها، تظل "البازارات" المتنقلة ملاذًا لذوي الدخل المحدود، وانحسارها يؤثر سلبًا عليهم في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.

مشاركة المقال: