الأحد, 16 نوفمبر 2025 09:32 PM

تراجع حاد في إنتاج الزيتون بدرعا يثير قلق المزارعين

تراجع حاد في إنتاج الزيتون بدرعا يثير قلق المزارعين

درعا – محجوب الحشيش: يواجه مزارعو محافظة درعا في جنوب سوريا موسم زيتون صعبًا، حيث شهد إنتاج الثمار انخفاضًا ملحوظًا. ووفقًا لمديرية زراعة درعا، بلغ إنتاج المحافظة هذا الموسم حوالي 17 ألف طن، مقارنة بـ 29 ألف طن في الموسم السابق.

أرجع حسن الأحمد، رئيس دائرة الاقتصاد والتخطيط الزراعي في مديرية زراعة درعا، هذا التراجع إلى قلة الأمطار، وجفاف مصادر الري، وتأثير ظاهرة المعاومة. وأشار إلى أن عدد أشجار الزيتون في درعا يبلغ 3.140 مليون شجرة، منها 2.826 مليون شجرة مثمرة. وقد انعكس هذا الانخفاض في الإنتاج على ارتفاع أسعار الزيت مقارنة بالموسم الماضي.

تراجع "غير مسبوق":

المزارع يحيى الحشيش، الذي يمتلك مزرعة زيتون تبلغ مساحتها 60 دونمًا، أفاد بأن إنتاجه هذا العام وصل إلى طنين فقط، بعد أن كان 30 طنًا في الموسم الماضي. وأوضح أنه لم يتمكن من ري محصوله بسبب جفاف البئر، بالإضافة إلى عدم تخزين الأرض للرطوبة الكافية خلال الشتاء، مما أدى إلى ضمور الثمار وتساقطها. كما تسببت موجة الحر في شهر أيار بتساقط معظم أزهار الزيتون قبل اكتمال نموها.

خالد المصري، صاحب مزرعة زيتون في بلدة عتمان شمالي مدينة درعا، أكد أن إنتاج موسمه لم يتجاوز طنًا واحدًا. وأضاف أنه أهمل محصوله لعدم قدرته على سقايته، حيث يحتاج الزيتون إلى ثلاث ريات على الأقل خلال الصيف، بالإضافة إلى الحراثة المستمرة للحفاظ على الرطوبة. وأشار إلى أن إنتاج هذا الموسم لا يكفي لتغطية احتياجات أسرته وأسر إخوته.

شهدت معظم آبار الري في درعا انخفاضًا في منسوب المياه وجفاف بعضها، بالإضافة إلى جفاف ينابيع المزيريب وتل شهاب وعيون العبد وزيزون ومعظم سدود تخزين المياه، مما حرم المزارعين من استخدام هذه المياه في ري أراضيهم.

عبد الرحمن الخلف، من مزارعي بلدة تل شهاب، قال إن إنتاج الزيت لا يغطي تكاليف الجني والسقاية والأسمدة وحراثة الأرض. وأضاف أنه رغم تدني الإنتاج، استمر في العناية بمحصوله، إلا أن المحصول هذا الموسم تراجع بنحو الثلثين، وهي نسبة غير مسبوقة.

جفاف في المنطقة:

المهندس الزراعي كمال الزعبي أوضح أن تراجع الإنتاج ظاهرة عامة في منطقة حوض المتوسط، وليس في سوريا فقط، مرجعًا السبب الرئيس إلى الجفاف الذي ضرب المنطقة. وأشار إلى أن المحاصيل التي تمكن مزارعوها من سقايتها هي في حال أفضل، مؤكدًا أن الزيتون يحتاج إلى ثلاث ريات على الأقل خلال فترة المحصول.

وحول "المعاومة"، قال الزعبي إن من الطبيعي أن يشهد الزيتون حملًا زائدًا في عام وتراجعًا في عام آخر، ولكن بحدود تناقص تصل إلى ثلث الإنتاج فقط. وقد شهدت عموم المناطق في سوريا جفافًا هذا العام، مما أدى إلى تراجع في المزروعات التي تعتمد على الأمطار بشكل خاص.

سعر الزيت مرتفع:

عبد الحميد النابلسي، صاحب معصرة في ريف درعا الغربي، أفاد بأن أسعار زيت الزيتون شهدت ارتفاعًا هذا الموسم، حيث وصل سعر التنكة (16 ليترًا) إلى 100 دولار أمريكي، بعد أن كان 75 دولارًا في الموسم الماضي. وأضاف أن معظم المزارعين يرفضون البيع، وبعضهم يبيع بكميات قليلة، على عكس السنوات الماضية.

وأشار إلى أنه يشغل خط إنتاج واحدًا فقط في معصرته من بين أربعة خطوط، بعد أن كانت معصرته تشهد ازدحامًا في المواسم الماضية، مؤكدًا أنه لم يشهد تراجعًا في الإنتاج كهذا الموسم منذ 20 عامًا.

مشاركة المقال: