سجلت تحويلات السوريين قبيل عيد الأضحى ارتفاعاً ملحوظاً من 7 ملايين دولار يومياً إلى نحو 15 مليون دولار يومياً، حيث قدر المصرف المركزي عدد المستفيدين من هذه الحوالات بأكثر من 5 ملايين نسمة موزعين في مختلف أنحاء البلاد. وقد بلغت قيمة الحوالات الخارجية الواردة إلى البلاد خلال عام 2024 حوالي 1.8 مليار دولار.
نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن خبراء أن الحوالات تراجعت مقارنة بالأعوام الماضية. وبلغت نسبة التراجع، 40%، وفق الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، الدكتور شفيق عربش، الذي أوضح أن هذا التراجع يأتي نتيجة الإجراءات التي اتخذتها بعض دول اللجوء، والتي بدأت بتقديم قسائم شراء للاجئين السوريين بدلاً من منحهم مبالغ نقدية، مما حدّ من خروج الأموال خارج بلاد اللجوء.
وأضاف عربش أن شركات الصرافة والمؤسسات المالية التي تعمل في سوريا أصبحت شبه خاوية، كما أن حركة الأسواق ضعيفة جداً نتيجة انخفاض القدرة الشرائية، مشيراً إلى أن التحسن في قيمة الليرة السورية ساهم أيضاً في انخفاض المبالغ الاسمية للحوالات، في حين بدأت بعض شركات الصرافة بتسليم الحوالات بالقطع الأجنبي كما وردت، بعدما كان ذلك محظوراً سابقاً.
وأشار عربش إلى أن هذا التراجع، إلى جانب انخفاض الإنتاج وزيادة الاعتماد على الاستيراد وغياب الاستثمارات، أدى إلى تداعيات اقتصادية سلبية، حيث ارتفعت الأسعار في الأسواق السورية بنسبة 20%، ولا تزال الأزمة الاقتصادية قائمة بسبب توقف الإنتاج، وضعف إمدادات الطاقة، وانتشار البضائع المستوردة منخفضة الجودة، مما أثر على الصناعات المحلية، خصوصاً الغذائية منها.
وختم عربش تصريحه بالقول إن الرواتب لم تتحسن، ولا تزال الكهرباء ضعيفة، فيما يعاني الموظفون صعوبات كبيرة في الحصول على مستحقاتهم، ما يزيد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين في ظل الظروف الراهنة.