السبت, 18 أكتوبر 2025 12:33 PM

تراجع غير مسبوق: جواز السفر الأمريكي يغادر قائمة أقوى 10 جوازات سفر في العالم

تراجع غير مسبوق: جواز السفر الأمريكي يغادر قائمة أقوى 10 جوازات سفر في العالم

لأول مرة منذ 20 عامًا، خرج جواز السفر الأمريكي من قائمة أقوى 10 جوازات سفر في العالم، وفقًا لمؤشر هنلي لجوازات السفر لعام 2025، الذي يصنف جوازات السفر بناءً على عدد الدول التي تسمح لحاملها بالدخول بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول.

في عام 2014، كان جواز السفر الأمريكي يتصدر الترتيب العالمي، ويعتبر الأقوى من حيث الوصول إلى الوجهات العالمية. أما الآن، في عام 2025، فقد تراجع إلى المرتبة 12 متساويًا مع ماليزيا، حيث يسمح لحامليه بدخول 180 دولة بدون تأشيرة.

تصدرت دول شرق آسيا التصنيف الجديد، حيث احتلت سنغافورة المرتبة الأولى مع إمكانية دخول 193 دولة، تليها كوريا الجنوبية (190 دولة) واليابان (189 دولة)، في حين تقاسمت ألمانيا ولوكسمبورغ وإيطاليا المرتبة الرابعة.

يرى الخبراء أن التراجع السريع في ترتيب جواز السفر الأمريكي يعود إلى عدة عوامل، أبرزها السياسات الصارمة التي اتخذتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، خاصة خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تبنت نهجًا أكثر انغلاقًا فيما يتعلق بالهجرة والسفر.

وقال كريستيان كايلين، رئيس مجلس إدارة هنلي آند بارتنرز: "إن تراجع قوة جواز السفر الأمريكي على مدى العقد الماضي هو أكثر من مجرد تغيير في الترتيب، إنه يشير إلى تحول جوهري في ديناميكيات التنقل العالمي والقوة الناعمة.. الدول التي تتبنى الانفتاح والتعاون تتقدم بسرعة، بينما تلك التي تعتمد على امتيازات الماضي تتخلف عن الركب".

وفي السياق ذاته، صرحت آني بفورتسهايمر، كبيرة الباحثين في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، بأن السياسة الأميركية أصبحت "انعزالية" حتى قبل ولاية ترامب الثانية، مضيفة أن هذه العقلية الانعزالية تنعكس الآن في فقدان أميركا لقوة جواز سفرها.

أوضحت شركة هنلي آند بارتنرز أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع هو عدم التبادلية في منح التأشيرات، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تتيح دخول مواطني 46 دولة فقط بدون تأشيرة، في حين يمكن لحاملي الجواز الأميركي دخول 180 دولة.

في أبريل/نيسان 2025، أنهت البرازيل العمل بنظام الإعفاء من التأشيرة لمواطني الولايات المتحدة وكندا وأستراليا بسبب عدم وجود "معاملة بالمثل"، مما ساهم في مزيد من التراجع.

كما شهدت تكلفة التأشيرات الأميركية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تضاعفت رسوم نظام التصاريح الإلكترونية للسفر "إي إس تي إيه" (ESTA) من 21 دولارًا إلى 40 دولارًا في 30 سبتمبر/أيلول 2025.

اتخذت دول عدة إجراءات ساهمت في صعودها على حساب الولايات المتحدة، مثل الصين التي وسعت نطاق الإعفاءات من التأشيرة لمواطني دول أوروبية عدة، من بينها ألمانيا وفرنسا، لكنها استبعدت الولايات المتحدة.

وفي تطور لافت، قررت فيتنام استبعاد أميركا من قائمة الدول المعفاة من التأشيرة، في خطوة وصفها التقرير بأنها "الضربة القاضية" لجواز السفر الأميركي في تصنيف 2025.

شهد التصنيف تغييرات إضافية بسبب قرارات جديدة من دول مثل بابوا غينيا الجديدة وميانمار والصومال، التي قدمت تسهيلات في أنظمة التأشيرة.

انعكاسًا لتراجع التنقل العالمي لحاملي الجواز الأميركي، أفادت هنلي آند بارتنرز بأنها لاحظت زيادة "غير مسبوقة" في عدد الأميركيين الراغبين في الحصول على إقامة بديلة أو جنسية ثانية. وبلغت الزيادة في الطلبات من مواطني الولايات المتحدة 67% بنهاية الربع الثالث من عام 2025، مقارنة بإجمالي عام 2024.

لم يكن جواز السفر الأميركي الوحيد الذي فقد مكانته، فقد تراجعت المملكة المتحدة إلى أدنى ترتيب لها على الإطلاق، على الرغم من أنها احتفظت بالمركز الثامن ضمن أقوى جوازات السفر.

(aljazeera)

مشاركة المقال: