الخميس, 4 ديسمبر 2025 01:54 PM

ترامب وفنزويلا: هل النفط هو الدافع الحقيقي وراء "عقيدة مونرو" الجديدة؟

ترامب وفنزويلا: هل النفط هو الدافع الحقيقي وراء "عقيدة مونرو" الجديدة؟

بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ضربات صاروخية "قريبة جداً" على الأراضي الفنزويلية ضد مهربي المخدرات، وجد رئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، المدان في نيويورك بتمكين تجار المخدرات، نفسه في موقف أفضل بعد عفو ترامب المفاجئ عنه من عقوبة السجن الفيدرالي.

هذا التطور يعكس العلاقة "الطيبة" بين هيرنانديز وترامب، حيث تبنى الأول سياسات متماشية مع سياسات ترامب، خاصة في "مكافحة الهجرة".

يرى الكثيرون أن هذا التناقض في السياسة الأميركية ليس مفاجئاً، فالأهداف تتجاوز الحد من تدفق المخدرات، كما زعم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأن "فنزويلا توفر موطئ قدم لإيران والحرس الثوري الإيراني وحتى حزب الله"، وأن نظام نيكولاس مادورو يزعزع استقرار المنطقة.

تقارير سابقة ذكرت أن إدارة ترامب تلقت معلومات عن "خطط إيرانية لنقل صواريخ إلى فنزويلا"، واعتبرت الولايات المتحدة ذلك تهديداً غير مقبول وتعهدت بإيقافه بالقوة.

وفقاً لمصدر، فإن الطائرات المسيرة الإيرانية قادرة على الوصول إلى الأراضي الأميركية من فنزويلا، وأن إيران تستخدم فنزويلا كقاعدة لنشاط حزب الله وتبييض الأموال.

كوبا تحصل من نظام مادورو على النفط مجاناً أو بأسعار رمزية، ما يشكل دعماً حاسماً للنظام الشيوعي في هافانا.

يرى البعض أن "حكومة ديمقراطية" في كاراكاس ستنهي هذا الدعم وتطرد الخبراء العسكريين الروس وتحد من الاعتماد على المعدات العسكرية الروسية والصينية.

يأتي التصعيد الأميركي الأخير بعد إعلان ترامب عن اتصال مع مادورو، ورفضه وصفه بـ"الجيد أو السيئ". تقارير ذكرت أن مادورو عرض مغادرة البلاد مقابل عفو قانوني كامل ورفع العقوبات، لكن ترامب رفض هذه الطلبات.

النوايا الأميركية تتجاوز فنزويلا، وتشمل السيطرة على قناة بنما وغرينلاند، وحملة التعريفات الجمركية، ما يشير إلى عودة تصنيف نصف الكرة الغربي كمسرح مركزي للولايات المتحدة.

الهدف المعلن هو منع المخدرات والمهاجرين، لكن الهدف الشامل هو تأكيد الهيمنة الأميركية على نصف الكوكب، مع فوائد كبرى من الموارد الطبيعية والمواقع الأمنية الاستراتيجية والأسواق المربحة.

بقيادة فريق من الصقور، يسعى ترامب إلى "إصلاح" سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، ما يشبه "عقيدة مونرو" بنسختها الترامبية.

بعد حملة ضغط على الحكومات اليسارية في فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، وصعود قوى يمينية في بوليفيا وتشيلي وبيرو، تمكنت المكسيك وكندا من التملص من مطالب ترامب، فيما مثلت البرازيل "الاختبار الأوضح" لسياساته.

فنزويلا تمتلك احتياطيات نفطية هائلة، لكن استخراجها صعب ومكلف. مصافي الساحل الأميركي المطلة على خليج المكسيك مصممة لمعالجة النفط الثقيل، ما يمنح الأخير أهمية خاصة للولايات المتحدة.

الحشد العسكري الأميركي لا يهدف فقط إلى الحصول على النفط، بل لإعادة تشكيل نصف الكرة الغربي و"قتل أشباح فيدل كاسترو" من خلال الإطاحة بالأنظمة الاشتراكية والشيوعية.

الأمر يتعلق بـ"الأجندة الأميركية الأوسع"، حيث وجد روبيو طريقة لبيع استراتيجيته لناخبي (ماغا) في ما يتعلق بالنصف الغربي من الكرة الأرضية.

مشاركة المقال: