صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجة تهديداته تجاه فنزويلا، ملمحًا إلى إمكانية شن هجوم بري ضدها. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض يوم الأربعاء، حيث أشار إلى انخفاض كمية المخدرات المتدفقة من فنزويلا إلى الولايات المتحدة بنسبة 91% خلال فترة رئاسته، مؤكدًا أن هذا الانخفاض يعود إلى السياسات التي يتبعها.
ورداً على سؤال حول استجابة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للضغوط، قال ترامب: "أعتقد أن الأمر يتجاوز الضغوط، لقد أجريت معه محادثة قصيرة وأخبرته ببعض الأمور. سنرى ما سيحدث، ففنزويلا ترسل إلينا مخدرات وأشخاصًا لا ينبغي لها إرسالهم". وأضاف: "سنبدأ قريبا أيضاً (هجمات) على الأرض"، في إشارة إلى الهجمات على قوارب "تحمل مخدرات" في محيط فنزويلا.
من جانبه، أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في تصريحات مماثلة الأربعاء، أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب قبل حوالي 10 أيام. ووصف مادورو المكالمة بأنها "مبنية على الاحترام" و"ودية". وأضاف: "إذا كان هذا الاتصال يمثل خطوة نحو الحوار القائم على الاحترام، فأهلاً بالحوار والدبلوماسية، لأننا لن نتخلى أبداً عن البحث عن فرص الحوار والسلام". ووجه كلامه إلى الولايات المتحدة باللغة الإنجليزية قائلاً: "أهلاً بالحوار، أهلاً بالدبلوماسية، نعم للسلام، لا للحرب".
وكان الرئيس ترامب قد أقر بوجود مكالمة هاتفية مع مادورو، لكنه أوضح أنه "لا يمكنني القول إن الاتصال جرى بشكل جيد أو سيء".
وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا مؤخراً، حيث أصدر ترامب في أغسطس/آب الماضي أمراً تنفيذياً يقضي بزيادة استخدام الجيش بدعوى "مكافحة عصابات المخدرات" في أمريكا اللاتينية. وفي هذا السياق، أعلنت واشنطن إرسال سفن حربية وغواصة إلى قبالة سواحل فنزويلا، فيما قال وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث، إن الجيش جاهز للعمليات بما فيها تغيير النظام في فنزويلا.
ورداً على ذلك، أعلن مادورو حشد قوات قوامها 4.5 ملايين شخص في البلاد، والاستعداد لصد أي هجوم محتمل.
وأثارت الهجمات التي شنها الجيش الأمريكي على قوارب في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، بادعاء تهريبها للمخدرات، والاستهداف المباشر للأشخاص على متنها، جدلاً بشأن "عمليات القتل خارج نطاق القانون" في المجتمع الدولي. (الأناضول)