أعلنت وزارة الداخلية التركية عن قرار يسمح لمواطنيها وللسوريين من حملة جنسية ثالثة (غير تركية) بالدخول والخروج عبر معابرها الحدودية البرية باستخدام جواز السفر، وذلك اعتبارًا من يوم الأربعاء 20 من آب. ويستثني هذا القرار المعابر المؤدية إلى منطقة "نبع السلام" الحدودية مع مدينتي تل أبيض ورأس العين، شمالي سوريا.
وأوضحت الداخلية التركية أن هذا القرار يأتي في سياق التطبيع بين دمشق وأنقرة، والذي بدأ منذ سقوط النظام السوري السابق، في 8 من كانون الأول 2024.
تسهيلات جديدة للمغتربين السوريين
في السابق، كانت السلطات التركية تمنع عبور السوريين القادمين من مختلف دول العالم عبر أراضيها للسفر إلى سوريا، وتقصر حركة المعابر البرية على السوريين المقيمين في تركيا فقط.
من جانبها، أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، في 18 من آب الحالي، عن السماح بعبور السوريين المغتربين عبر المعابر الحدودية مع تركيا دون الحاجة إلى إذن مسبق. وأوضحت الهيئة في تنويه نشرته على "فيسبوك" أن السلطات التركية أصدرت مذكرة تتضمن القواعد المنظمة لإجراءات دخول وخروج المواطنين السوريين حاملي الإقامات خارج تركيا، بالإضافة إلى السوريين الحاصلين على جنسية دولة ثالثة عبر المعابر الحدودية المشتركة (كسب، باب الهوى، الحمام، السلامة، الراعي، جرابلس).
وبحسب المذكرة، يُسمح للمواطنين السوريين الذين لديهم وثيقة إقامة في مختلف دول العالم عدا تركيا، أو السوريين الحاصلين على جنسية دولة ثالثة، بالعبور إلى سوريا بمركباتهم والعودة عبر نفس المعبر البري الذي دخلوا منه دون إذن مسبق. ويُسمح للسوريين البالغين الذين يحملون جنسية دولة أخرى بالعبور شريطة حيازتهم على جواز سفر سوري حتى ولو كان منتهي الصلاحية، إضافة إلى جواز سفر الجنسية الثانية. كما يُسمح لأبناء السوريين المغتربين دون سن 18 عامًا والذين يحملون جنسية دولة أخرى ولا يحملون جواز سفر سوريًا بالدخول بموجب جواز سفرهم الأجنبي، وفقًا للبيان.
وذكر البيان أنه بإمكان الجميع الدخول بسياراتهم الخاصة عبر المعبر، وفق الرسوم المحددة، مع الالتزام بفترة الإقامة المسموح بها داخل سوريا.
ستة معابر حدودية
ترتبط سوريا بتركيا بريًا بعدة معابر حدودية على طول 900 كيلومتر بين الجانبين، بعضها مغلق وبعضها الآخر ما زال نشطًا بحسب طرف السيطرة على الجانب السوري. وتكتفي تركيا بالمعابر التي تسيطر عليها الحكومة السورية، بينما تغلق تلك التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). أبرز هذه المعابر الفاعلة هي "باب الهوى" في إدلب، إضافة إلى أربعة معابر في ريف حلب، هي "باب السلامة" في اعزاز، و"الحمام" في جنديرس، ومعبري "الراعي" و"جرابلس". كما فعلت تركيا معبر "كسب" التابع لمحافظة اللاذقية، غربي سوريا، والذي كان مغلقًا قبل سقوط النظام السوري، من جانب الأخير.
عبور بشروط محددة
وكانت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية قد أعلنت سابقًا عن مجموعة شروط يسمح بموجبها بسفر السوريين المغتربين (باستثناء المقيمين في تركيا) إلى الأراضي السورية عبر الأراضي التركية عبورًا فقط، وذلك عبر معبر "باب الهوى" الحدودي حصرًا. وبحسب بيان لـ"الهيئة" سُمح بعبور السوريين عبر تركيا اعتبارًا من 6 من تموز الماضي، بشروط محددة، وذلك بعد أن كانت السلطات التركية تمنع عبور السوريين في مختلف الدول العالم أراضيها للسفر إلى سوريا. وتتمثل الشروط بطلب إذن عبور مسبق للدخول إلى سوريا والمغادرة منها عبر تعبئة ملف مخصص.