السبت, 11 أكتوبر 2025 12:46 AM

تركيا تسعى لتصبح مركزًا رقميًا آمنًا بديلاً بعد أعطال كابلات البحر الأحمر

تركيا تسعى لتصبح مركزًا رقميًا آمنًا بديلاً بعد أعطال كابلات البحر الأحمر

في عصرٍ باتت فيه قوة الدول تُقاس بحجم البيانات الرقمية التي تعبرها، وليس فقط بالموارد الطبيعية، تتقدم تركيا بثبات نحو دور استراتيجي جديد يتمثل في أن تكون البوابة الرقمية الرابطة بين الشرق الأوسط وأوروبا.

بفضل موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط بين قارتين، وبنيتها التحتية المتطورة في مجال الكابلات البحرية والبرية، تستعد إسطنبول لتصبح مركز العبور الرئيسي لحركة الإنترنت في المنطقة، وربما المنقذ في أوقات انقطاع الاتصالات.

وفقًا لتقرير جديد صادر عن مجموعة DStream، تتزايد أهمية تركيا كمنصة عبور رئيسية لأنظمة الكابلات البحرية وبديل واعد للمسارات البرية التي تربط الشرق الأوسط بأوروبا، مما يجعلها نقطة ارتكاز حيوية في مشهد الاتصالات العالمي.

وقد سلط التقرير الضوء على هشاشة البنية الرقمية في المنطقة خلال الشهر الماضي، عندما تسبب تضرر الكابلات البحرية في البحر الأحمر في تعطيل خدمات السحابة والإنترنت التابعة لشركة مايكروسوفت، مما أدى إلى انقطاع الاتصال في أجزاء واسعة من الشرق الأوسط وآسيا.

تكمن الميزة الكبرى لإسطنبول، بحسب التقرير، في توفيرها مسارًا بديلاً آمنًا يربط الشرق الأوسط بأوروبا عبر اليابسة، مما يعزز مرونة الشبكات الإقليمية ويمنحها قدرة على الصمود أمام أي أعطال بحرية مستقبلية.

وتوقعت DStream أن تتضاعف سوق الربط الشبكي في إسطنبول بحلول عام 2030، مدفوعة بظهور شبكات جديدة، وتطور البنية التحتية، وازدياد الطلب على خدمات الحوسبة السحابية.

وجاء في التقرير: "رغم أن الكابلات البحرية كانت الوسيلة الأساسية لنقل البيانات لعقود، فإن المسارات البرية عبر تركيا توفر بديلاً حيويًا ومسارات احتياطية ضرورية للامتثال الشبكي وتعزيز المرونة ضد الانقطاعات".

ويؤكد بولنت شين، المدير الإقليمي للشرق الأوسط في شركة تبادل الإنترنت DE-CIX إسطنبول، أن الأعطال التي شهدتها الكابلات في البحر الأحمر والبلطيق أظهرت أهمية هذه البدائل. ويضيف: "الكابلات البحرية تنقل كميات هائلة من البيانات، لكنها أكثر عرضة للمخاطر، فعندما يقع العطل في البحر تحتاج السفن إلى إصلاحه وقد يستغرق ذلك شهرًا أو شهرين، بينما يمكن إصلاح الأعطال البرية بسرعة أكبر".

ورغم أن تركيا وضعت الأسس التقنية لتصبح مركزًا للربط الرقمي، إلا أن DStream شددت على ضرورة استكمال البنية التنظيمية والاقتصادية.

فهي توصي أنقرة بتبسيط القوانين الخاصة بالقطاع وتقديم حوافز ضريبية لجذب المستثمرين، إلى جانب توسيع شبكات الألياف والكابلات لزيادة القدرة على الصمود وتعزيز موثوقية الاتصال.

ويشير غوخان ساي، الرئيس التنفيذي لشركة CyBridge Capital للإستشارات، إلى أن التحدي الأكبر أمام تركيا سيكون تنظيم القطاع بما يضمن أمن البيانات: "أن تكون لاعبًا إقليميًا في مجال مراكز البيانات أمر معقد للغاية، فالقوانين التي تحكم نقل البيانات شديدة الصرامة، ما قد يحدّ من التحول إلى قوة رقمية إقليمية أو عالمية".

لكن رغم هذه العقبات، يرى شين أن إسطنبول مؤهلة تمامًا لتكون البوابة الرقمية ليس للشرق الأوسط فحسب، بل أيضًا لآسيا الوسطى وما بعدها، مشيرًا إلى أن المدينة يمكن أن تصبح "مركز البيانات الرئيسي للمنطقة".

أما ساي، فيرى أن الفرص في تركيا هائلة وأن السوق المحلية لا تزال "واسعة وجائعة" للاستثمار، رغم غياب الشركات التكنولوجية العملاقة حتى الآن، "حتى اليوم، لم نرَ استثمارات مباشرة من مايكروسوفت أو غوغل أو أمازون، لكننا بدأنا نسمع أن هذا سيتغير قريبًا ما سيجلب موجة ضخمة من الاستثمارات ويُحدث زخمًا كبيرًا في السوق".

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: