السبت, 8 نوفمبر 2025 12:20 AM

تصاعد التوتر العشائري: اختطاف عائلة من دير الزور يثير أزمة على طريق درعا-السويداء

تصاعد التوتر العشائري: اختطاف عائلة من دير الزور يثير أزمة على طريق درعا-السويداء

في تطور ينذر بتصاعد التوترات العشائرية، تعرضت عائلة مكونة من ستة أفراد من محافظة دير الزور للاختطاف على طريق درعا-السويداء، مساء الخميس 6 تشرين الثاني. طالب الخاطفون بفدية قدرها 600 ألف دولار أمريكي مقابل إطلاق سراحهم، مما أثار حالة من الغضب والنفير العام بين ذوي العائلة.

أفاد مراسل عنب بلدي في درعا بأن العائلة المخطوفة، والتي تضم أطفالًا ونساءً (طفل يبلغ من العمر سنتين ونصفًا وفتاتين بعمر 15 عامًا)، تنحدر من محافظة دير الزور. تتهم العائلة فصيلًا مسلحًا مواليًا للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، بالوقوف وراء عملية الاختطاف. وطلب الخاطفون فدية قدرها 100 ألف دولار عن كل شخص، وفقًا لتسجيلات مصورة حصلت عليها عنب بلدي.

أظهرت التسجيلات رجلين في مقطعين منفصلين، أحدهما شبه عارٍ ومعصوب العينين، يطالب فيها أحد المخطوفين ذويه بدفع الفدية قبل يوم السبت المقبل، محذرًا من تعرضهم للقتل أو تسليمهم إلى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد). وذكر أحد المخطوفين أن المجموعة اطلعت على هاتفه ووجدت فيه محادثة مع أحد عناصر الأمن العام، الذين شاركوا في أحداث السويداء في تموز الماضي، فيما أشار الآخر إلى علاقة تربطه بأحد أفراد عشائر البدو، الذين شاركوا في الأحداث أيضًا.

العائلة المخطوفة، التي تنحدر من قرية غريبة وتنتمي إلى عائلة عساف، كانت في طريقها إلى منطقة الكرية بين درعا والسويداء.

نفير عشائري

أثارت هذه الحادثة غضب قبيلة “العكيدات”، التي ينتمي إليها المخطوفون، وأدت إلى إعلان النفير العام، بالإضافة إلى بعض العشائر في دمشق ودير الزور. وقال عثمان العساف، أحد أقارب المخطوفين، لعنب بلدي، إنهم اجتمعوا مع شيوخ العقل من الطائفة الدرزية في منطقة صحنايا بريف دمشق، وعدد من وجهاء عشيرة “البوجامل” من قبيلة “العكيدات”.

وخلال الاجتماع مع شيوخ العقل، منح ذوو المخطوفين مهلة تنتهي اليوم للإفراج عن جميع أفراد العائلة، قبل اللجوء إلى التصعيد. وأوضح العساف أن المنطقة التي تعرضت فيها العائلة للاختطاف تقع تحت سيطرة الحكومة، مشيرًا إلى أن الأخيرة لم تتدخل في الحادثة حتى الآن. ولم ترصد عنب بلدي أي تبنٍ لعملية الخطف من أي فصيل في السويداء، كما لم يتسنّ لها التأكد من وجودهم لدى إحدى هذه الفصائل من مصدر مستقل.

أحداث السويداء

بدأت أحداث السويداء في 12 تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية، وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، وتطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة. تدخلت الحكومة السورية في 14 تموز لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، مما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.

في 16 تموز، انسحبت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، مما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم. وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.

توترات مستمرة

بالرغم من سريان الاتفاق، ما زالت المناوشات بين الجانبين تجري بين الحين والآخر، على مستوى محدود. بالمقابل، ما زال الطريق بين دمشق والسويداء يتعرض لتهديدات، إذ قتل مدنيان وأصيب آخرون جراء استهداف حافلة تنقل ركابًا، في 28 تشرين الأول الماضي. ونقلت شبكة “الراصد” المحلية حينها، عن أحد المصابين أن الاستهداف جرى خلال تجاوز الحافلة التي يستقلونها حاجز الأمن العام في “المطلة”.

وصف قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، العميد حسام الطحان، حادثة استهداف حافلة على طريق دمشق-السويداء بـ”الاعتداء الإرهابي”، معتبرًا إياها “محاولة يائسة” لزعزعة الاستقرار، بينما اتهم “الحرس الوطني” الذي شكله الشيخ حكمت الهجري الحكومة بالوقوف وراء الحادث، متوعدًا بالرد.

السويداء.. مناوشات تتجدد بين الحكومة والفصائل
مشاركة المقال: