الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 09:24 PM

تصاعد التوتر في درعا والسويداء: مطالب بالإفراج عن مختطفين وتبادل أسرى

تصاعد التوتر في درعا والسويداء: مطالب بالإفراج عن مختطفين وتبادل أسرى

لا يزال مصير العشرات من أبناء البدو ودرعا المحتجزين لدى الفصائل العسكرية في السويداء مجهولًا، بمن فيهم المتطوع في الدفاع المدني حمزة العمارين، الذي فُقد في محافظة السويداء خلال إجلائه بعثة للأمم المتحدة في تموز الماضي.

في المقابل، احتجز سكان من درعا ومن البدو عددًا من أبناء الطائفة الدرزية أثناء مرورهم من محافظة درعا عبر معبر بصرى الشام، للضغط على الفصائل في السويداء لإجراء عملية تبادل مع المحتجزين لديها، وسط مطالب من الحكومة السورية بالتدخل للإفراج عنهم.

مساعٍ عشائرية عبر الحكومة

أفاد المتحدث باسم عشائر السويداء، المحامي مصطفى العميري، لعنب بلدي، بأنه يسعى للتواصل مع الحكومة السورية لإدراج أسماء المحتجزين في السويداء من العشائر والمدنيين.

وأضاف أنه أرسل رسائل للعميد أحمد الدلاتي، مطالبًا بالتدخل الفوري للإفراج عن المفقودين لدى الفصائل المحلية في السويداء.

وأشار إلى أن قوات الأمن الداخلي تعمل على تحرير أبناء الطائفة الدرزية المختطفين في درعا، بينما لا تعمل على الإفراج عن المحتجزين لدى الفصائل المحلية في السويداء.

في 22 آب الحالي، حرّر الأمن الداخلي عددًا من المخطوفين من الطائفة الدرزية، الذين فقدوا في محافظة درعا في 17 آب الحالي، وكانوا يستقلون حافلة متجهة من صحنايا في ريف دمشق إلى محافظة السويداء عبر محافظة درعا، وعلى متنها ست نساء وشابان، بحسب ما رصده مراسل عنب بلدي حينها.

وفي 21 آب، أُعلن أيضًا عن تحرير عدد من المفقودين من أبناء الطائفة الدرزية، وهم عاملون في القطاع الإغاثي، كانت قافلتهم تعرضت للخطف في ريف درعا الشرقي بعد قدومها من مدينة جرمانا بريف دمشق، في 13 آب الحالي.

"تتصرف كدولة"

ذكر الكاتب السياسي غسان المفلح لعنب بلدي، أن السلطة السورية تدرك أن فصائل السويداء لن تستجيب للإفراج عن المخطوفين لديها، لكنها تحاول التصرف بوصفها دولة تسعى لحل القضية بالطرق الدبلوماسية.

ويرى أن الحكومة تحاول حل هذا الملف بعيدًا عن الإعلام، بالتزامن مع تشابك مصالح أطراف خارجية تحاول استثمار ما حدث في السويداء في ملفات سياسية.

وحول قضية حمزة العمارين، أوضح المفلح أن المطالبة به تقع على عاتق الدفاع المدني ووزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية.

أكثر من شهر على اختفاء العمارين

انقطع الاتصال برئيس الاستجابة الطارئة في مركز الدفاع المدني بمدينة إزرع، حمزة العمارين، في 16 تموز الماضي، بعد دخوله إلى السويداء عند الساعة الرابعة والنصف عصرًا، مرتديًا زيه الرسمي المميز بشعار "الخوذ البيضاء"، لتنفيذ عملية إجلاء بطلب من الأمم المتحدة، بهدف نقل فريق أممي عالق في ظروف أمنية مضطربة.

أوضحت عمرة العمارين، شقيقة حمزة، لعنب بلدي أن شقيقها قدم من الساحل السوري بعد تنفيذ مهمة إطفاء الحرائق فيها، والتحق في ذات اليوم بمركز الدفاع المدني في إزرع، وكُلّف بمهمة إجلاء المدنيين في مدينة السويداء، وانقطع الاتصال معه في الساعة السابعة مساءً.

وفي الساعة السابعة من صباح اليوم التالي، وصلت رسالة من حمزة لزوجته بأنه بخير وأنه موجود في السويداء دون ذكر تفاصيل أخرى.

وأضافت أن الدفاع المدني تواصل معه أيضًا في ذات التوقيت، ولم يرد عليهم حمزة، إنما رد الخاطفون وقالوا إن حمزة محتجز لديهم وسيتم عرضه لاحقًا على شيخ العقل، وانقطع الاتصال بعدها معه، وما زال مصير حمزة مجهولًا حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

أكدت عمرة العمارين أن حمزة كان يجلي فريقًا تابعًا للأمم المتحدة، وأن على الأمم المتحدة التدخل الفوري والمطالبة بالإفراج عن حمزة، لأنه كان يقوم بمهمة إنسانية، ومن المستغرب تجاهل مصيره.

خطف متبادل

على الرغم من احتجاز الفصائل المحلية، الموالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، العشرات من أبناء بدو السويداء ومن درعا، وبعضهم من دير الزور، لم تسعَ وزارة الداخلية للإفراج عنهم، ما دفع بعض الأطراف إلى احتجاز رهائن للمبادلة بهم.

أرسلت عنب بلدي استفسارات إلى وزارة الداخلية، عن مصير المخطوفين في السويداء، وعن إجراء عمليات تبادل مرتقبة، إلا أنها لم تتلق ردًا حتى لحظة تحرير التقرير.

قال إحسان الجراد، أحد سكان بلدة المليحة الغربية في درعا، لعنب بلدي، إن شقيقيه الاثنين فقدا في السويداء، وكانا من ضمن قوات العشائر التي اشتبكت مع الفصائل المحلية بالسويداء في تموز الماضي.

ويتخوف إحسان على مصير أحد شقيقيه لأنه يعاني مرضًا مزمنًا ويحتاج إلى علاج مستمر.

لجأت عائلة إحسان إلى احتجاز أربعة أشخاص، قال إنه "استضافهم في منزلهم من أجل الضغط على فصائل السويداء للإفراج عن شقيقيه".

وأضاف إحسان أن المحتجزين تكلموا عبر محادثة فيديو مع أشقائهم وكانوا بخير، وكان من المفترض أن يتم التبادل بين الطرفين، إلا أن قوات الأمن الداخلي داهمت المنزل وحررت المخطوفين لديهم، ووعدته بالسعي للإفراج عن شقيقيه المخطوفين، وهذا ما لم يحدث.

ورفض إحسان إطلاق مصطلح الخطف على من كان "يستقبلهم" في منزله من الطائفة الدرزية، معتبرًا أنه "استضافهم للمساهمة في الإفراج عن شقيقيه".

وبعد تحرير المحتجزين، ما زالوا يتواصلون مع إحسان، وذكر أنهم يسهمون في السعي للإفراج عن شقيقيه.

ماذا حدث في السويداء

بدأت الأحداث في السويداء بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس، الذي يقطنه البدو، في 12 تموز الماضي، وتطورت التوترات في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة استدعت تدخل الحكومة، وترافقت مع انتهاكات من الأخيرة.

انسحبت القوات الحكومية بعدها إثر استهداف إسرائيلي لنقاط تابعة لها في السويداء ودمشق، تلا ذلك انتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو، ما أثار غضب العشائر التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء، الأمر الذي استدعى تدخل الحكومة السورية مجددًا وثبتت نقاط فصل بين العشائر والفصائل المحلية في ريف السويداء الغربي.

وتحتجز الأطراف المتصارعة رهائن مدنيين وآخرين شاركوا في الاشتباكات التي دارت منتصف تموز الماضي، في حين لم تجر أي عملية تبادل بين الجانبين.

مشاركة المقال: