الثلاثاء, 12 أغسطس 2025 04:25 PM

تصاعد الخروقات في السويداء: من يقف وراء تقويض الهدنة وإشعال فتيل القتال؟

تصاعد الخروقات في السويداء: من يقف وراء تقويض الهدنة وإشعال فتيل القتال؟

تشهد مناطق الريف الغربي لمحافظة السويداء خروقات يومية لوقف إطلاق النار، وإن لم تصل بعد إلى اشتباكات واسعة، إلا أنها تنذر بانهيار الهدنة الهشة في أي لحظة، بقرار محلي أو دولي. السؤال المطروح: من يقف وراء هذه الخروقات، وما أسباب استمرارها رغم اتفاق وقف إطلاق النار؟

تفيد مصادر ميدانية في السويداء بأن عشائر البدو، انطلاقاً من الريف الشرقي لدرعا وبغطاء من القوات الأمنية الحكومية، تحاول اقتحام قرى في الريف الغربي للسويداء، إلا أن رد الفصائل الدرزية المحلية يوقف هذه المحاولات.

ويوضح مصدر صحافي في درعا، لـ"النهار"، أن تجمعات لعشائر من اللجاة، إضافة إلى عناصر من عشائر السويداء، تتمركز على الحدود الإدارية بين المحافظتين، وتشهد المنطقة اشتباكات متقطعة وخروقات متبادلة، ما يجعلها ساحة مواجهة مفتوحة.

الأسباب المباشرة للخروقات، كما يرى المصدر الصحافي، تعود إلى غياب اتفاق ملزم لوقف النار، وضعف السيطرة الأمنية، وغياب سلطة الحكومة الحقيقية، إضافة إلى النزاعات السابقة بين الدروز والعشائر والقوات الأمنية الرسمية التي لم تجد حلولاً نهائية. بينما ترى مصادر من السويداء أن السلطات السورية تسمح باستمرار الانتهاكات لتهديد المحافظة.

يتخوف أحد المتابعين من تكرار المواجهات الدامية، في ظل إصرار بعض قيادات السويداء، كالشيخ حكمت الهجري، على تصعيد المواجهة مع الحكومة، من خلال مواقف صدرت مؤخراً تضمنت شكراً لإسرائيل، واحتمال رفض حضور لقاء عمّان مع الحكومة للتهدئة. وبالمقابل، فإن "الانتهاكات التي تسمح بها القوات الحكومية وإصرارها على تطويع السويداء بالقوّة" تزيد المخاوف.

مع الإجماع على أن قرار التوتر دولي مرتبط بإسرائيل وتركيا، إلا أن العوامل المجتمعية متوافرة لإشعال الفتنة. ويرى مدير تحرير "درعا 24" أن الأزمة ستستمر ما دامت الأطراف متمسكة بمواقفها، والإعلام يساهم في "تغذية خطاب الكراهية ونشر الإشاعات"، بدلاً من الدفع نحو التهدئة والحوار. ويرى أن أي انفراج مرهون بوقف هذا الخطاب وفتح "قنوات تواصل جادة" لمعالجة أسباب التوتر.

وفي درعا، يتواصل التوغل الإسرائيلي في عمق القنيطرة. ووفق مدير التحرير المذكور، فإن القوات الإسرائيلية تواصل إنشاء قواعد في مناطق جنوبية، وتقيم حواجز وتفتش المنازل وتنفذ اعتقالات، إضافة إلى توغلات في مناطق حدودية بدرعا.

الشرخ بين السويداء وعشائر درعا عميق بعد الاشتباكات وحملات التحريض الطائفي والدعوات للإبادة، وردم الفجوة يحتاج إلى إجراءات استعادة ثقة كبيرة لتتوّج بمصالحة "غير مستحيلة" شهدتها صراعات أخرى.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: