الخميس, 20 نوفمبر 2025 09:05 PM

تصعيد خطير في غزة: غارات إسرائيلية توقع شهداء بينهم طفلة، وتوسع "المنطقة الصفراء" وسط تحذيرات من هجمات محتملة على لبنان

تصعيد خطير في غزة: غارات إسرائيلية توقع شهداء بينهم طفلة، وتوسع "المنطقة الصفراء" وسط تحذيرات من هجمات محتملة على لبنان

أعلنت مصادر طبية في غزة عن استشهاد أربعة أشخاص، بينهم طفلة تبلغ من العمر عامًا واحدًا، نتيجة لغارات جوية إسرائيلية استهدفت جنوب القطاع. وبذلك يرتفع عدد الشهداء إلى 31 منذ الأربعاء، في ظل تبادل الاتهامات بين حركة حماس وإسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

كان القطاع قد شهد الأربعاء أحد أكثر الأيام دموية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه بناءً على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد حذرت قطر، إحدى الدول الوسيطة، من أن الضربات الإسرائيلية تمثل "تصعيدًا خطيرًا" قد يقوض الهدنة.

تزامن استئناف إسرائيل لضرباتها على غزة مع غارات أخرى استهدفت جنوب لبنان، حيث زعمت إسرائيل أنها استهدفت مواقع لحزب الله، متهمة إياه بإعادة بناء قدراته العسكرية بعد مرور عام تقريبًا على اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.

أفاد الدفاع المدني في غزة بانتشال جثث ثلاثة شهداء و15 إصابة من عائلتي أبو سبت وسهمود إثر قصف إسرائيلي لمنزل سكني في بني سهيلا شرقي خان يونس. كما أعلن عن استشهاد أحمد طلال قبلان في قصف مماثل على بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس.

أكد مجمع ناصر الطبي استقبال جثث الشهداء الأربعة، ومن بينهم الطفلة التي تبلغ عامًا واحدًا.

ردًا على استفسار وكالة فرانس برس، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه على علم بغارة شرق الخط الأصفر، والتي نفذت لتفكيك بنى تحتية إرهابية، وأنه ليس على علم بوقوع خسائر بشرية. وأكد أن الغارة جزء من العمليات الاعتيادية للجيش شرق الخط الأصفر.

أكد مصدر في وزارة الداخلية التابعة لحماس عدم وقوع غارات بعد الساعة الخامسة، لكن القصف المدفعي استمر على منطقة خان يونس.

أثارت الضربات الإسرائيلية قلق سكان القطاع المحاصر من عودة الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقالت لينا كراز من حي التفاح في غزة: "طفلتي طوال الليل تسألني، هل ستعود الحرب؟"

وأضافت: "نشعر بالقلق من عودة الحرب، صوت القصف المدفعي والانفجارات… كانت مرعبة الليلة، متى سينتهي هذا الكابوس؟".

أما محمد حمدونة، النازح من شمال غزة إلى خيمة في المواصي غرب خان يونس، فرأى أن "الحرب لم تنته، لم يتغير شيء".

أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء شن ضربات على أهداف تابعة لحماس في غزة، عازيًا ذلك إلى إطلاق مسلحين النار تجاه منطقة تعمل فيها قواته في خان يونس، معتبرًا ذلك خرقًا لاتفاق وقف النار.

اتهمت حماس إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إن إسرائيل ارتكبت خرقًا واضحًا باستهداف المدنيين وقتل فلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء.

دانت وزارة الخارجية القطرية بشدة الاعتداءات الإسرائيلية في غزة، معتبرة أنها تشكل تصعيدًا خطيرًا يهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار.

حتى ظهر الخميس، لم تعلن إسرائيل بعد العودة إلى الالتزام بوقف النار.

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائيلي وسع "المنطقة الصفراء"، وبات يحاصر عشرات العائلات الفلسطينية، معتبرًا ذلك خرقًا فاضحًا لقرار وقف إطلاق النار.

ويفصل "الخط الأصفر" بين مناطق انتشار الجيش الإسرائيلي والمناطق التي يسمح للفلسطينيين بالتحرك فيها.

طالب المكتب الإعلامي الوسطاء والضامنين للاتفاق، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي ترامب، بالقيام بواجبهم والتحرك الجاد لوقف هذه الجرائم.

تعد مصر وقطر وتركيا جهات ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

وفي سياق آخر، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال شن هجوم على لبنان يستمر لعدة أيام.

ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 يسود وقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن الأخيرة تخرقه يوميا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع لم تسمه قوله إن "الجيش يستعد لاحتمال اندلاع قتال لعدة أيام قد تتعرض خلالها إسرائيل لإطلاق صواريخ".

وأشارت إلى أنه "مرّ عام تقريبا على وقف إطلاق النار في لبنان، ومع ذلك لم يوقف الجيش الإسرائيلي عملياته".

وكثف الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجماته على لبنان، مع استمرار تسريبات إعلامية عن خطط لشن هجوم جديد على البلد العربي.

ومساء الأربعاء، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على بلدات عيناتا وطير فلسية ودير كيفا وشحور جنوبي لبنان، عقب إنذاره مواطني تلك البلدات بالإخلاء.

وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.

مشاركة المقال: