الخميس, 8 مايو 2025 08:00 AM

تصعيد خطير: مواجهات عسكرية بين الهند وباكستان تثير مخاوف من حرب شاملة وردود فعل دولية

تصعيد خطير: مواجهات عسكرية بين الهند وباكستان تثير مخاوف من حرب شاملة وردود فعل دولية

تصاعدت حدة المواجهات العسكرية بين الهند وباكستان خلال الساعات الماضية، في أعقاب أيام من التوتر والقطيعة الدبلوماسية، مما أثار مخاوف جدية من تفاقم الصراع بين البلدين.

أعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الأربعاء 7 أيار، عن مقتل ما لا يقل عن 26 مدنيًا وإصابة 46 آخرين، نتيجة لضربات الجيش الهندي على ستة مواقع داخل باكستان، بالإضافة إلى تبادل إطلاق النار بين الجيشين في منطقة كشمير.

نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول باكستاني أن من بين الضحايا 13 شخصًا لقوا حتفهم جراء قصف هندي استهدف مسجدًا في باكستان. في المقابل، أفادت وكالة "رويترز" نقلًا عن مسؤول هندي بمقتل 10 أشخاص وإصابة 48 آخرين في قصف باكستاني استهدف الجانب الهندي من كشمير.

أكد وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، أن بلاده أسقطت 5 طائرات عسكرية هندية وطائرة مسيّرة. ونقلت "رويترز" عن المتحدث العسكري الباكستاني الجنرال أحمد شريف قوله إن الطائرات الهندية التي أُسقطت تشمل طائرات من طراز "رافال" و"سو-30" و"ميغ-29".

في سياق متصل، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مصدرًا أمنيًا هنديًا أكد تحطم ثلاث طائرات حربية هندية داخل البلاد لـ"أسباب مجهولة".

عقب اجتماع طارئ في إسلام آباد، دعت لجنة الأمن القومي الباكستانية إلى محاسبة الهند على الهجمات التي شنتها على البلاد، مؤكدة في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء على ضرورة إدراك المجتمع الدولي لخطورة الأفعال الهندية ومحاسبتها على انتهاكاتها الصارخة للقوانين الدولية.

أشار البيان إلى أن الرد الباكستاني سيكون "انتقامًا لفقدان أرواح باكستانيين أبرياء وردًا على انتهاك الهند الصارخ للسيادة الباكستانية"، ومنحت القوات المسلحة الباكستانية صلاحية اتخاذ "الإجراءات اللازمة".

يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار القصف المتبادل بين جيشي البلدين عبر خط وقف إطلاق النار في كشمير، بعد أن قصفت الهند 9 مواقع داخل باكستان قالت إنها "بنية تحتية تابعة لإرهابيين" مسؤولين عن هجوم مسلح في الشطر الهندي من كشمير في 22 نيسان الماضي.

أفاد بيان للجيش الهندي بأن "باكستان انتهكت مرة جديدة اتفاق وقف إطلاق النار بقصفها المدفعي لقطاعي بيمبر غالي وبونش راجوري في الشطر الهندي من كشمير"، مضيفًا أنه "رد بشكل مناسب ومدروس".

ردود فعل دولية

أدانت وزارة الخارجية التركية الهجوم الصاروخي الذي شنته الهند على باكستان، محذرة من خطر اندلاع حرب شاملة. وأكدت الوزارة أنها تتابع بقلق التطورات الجارية بين البلدين، وحثت الطرفين على التصرف بحكمة وتجنب الأعمال أحادية الجانب.

أكدت الحكومة البريطانية استعدادها للتدخل "لخفض التصعيد" بين الهند وباكستان، بينما نصحت السلطات البريطانية مواطنيها بعدم السفر إلى أجزاء من البلدين بعد التصعيد الأخير.

دعت روسيا الهند وباكستان إلى "ضبط النفس"، معربة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد المواجهة العسكرية، ومشددة على أملها في حل التوتر بالطرق السلمية والدبلوماسية.

أعربت الصين عن "أسفها" للضربات الهندية على باكستان و"قلقها" من تصاعد التوتر المتجدد بين البلدين.

أعلن البيت الأبيض أن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، تحدث مع نظيريه الهندي والباكستاني ودعاهما إلى إجراء حوار لتهدئة الوضع العسكري المتصاعد.

جذور التوتر

تصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 22 نيسان الماضي، عقب هجوم مسلح استهدف سياحًا هنودًا في منطقة بهلغام بإقليم جامو وكشمير، ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا وإصابة آخرين. اتهم مسؤولون هنود منفذي الهجوم بأنهم "جاؤوا من باكستان"، في حين نفت إسلام أباد هذه الاتهامات.

عقب ذلك، قررت الهند تعليق العمل بـ"معاهدة مياه نهر السند" وطالبت دبلوماسيين باكستانيين بمغادرة البلاد. من جانبها، نفت باكستان الاتهامات الهندية وقيّدت عدد الموظفين الدبلوماسيين الهنود في إسلام أباد، وأعلنت أنها ستعتبر أي تدخل في الأنهار خارج معاهدة مياه نهر السند "عملًا حربيًا"، وعلقت كل التجارة مع الهند وأغلقت مجالها الجوي أمامها.

خاضت الهند وباكستان حربين سابقتين بسبب السيطرة على كشمير، وهما متنافستان منذ تقسيمهما عام 1947 بعد الاستقلال عن بريطانيا.

مشاركة المقال: