السبت, 6 ديسمبر 2025 12:58 PM

تصعيد في البحر الأسود: هل تدفع أوروبا بتركيا وروسيا نحو المواجهة؟

تصعيد في البحر الأسود: هل تدفع أوروبا بتركيا وروسيا نحو المواجهة؟

أثارت الهجمات الأوكرانية المتكررة على ناقلات النفط الروسية وسفن الشحن في البحر الأسود، والتي وقعت على مسافة قريبة من السواحل التركية، تساؤلات حول مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على أمن المنطقة. هذه الهجمات، التي استهدفت أيضاً سفينة روسية تحمل زيت الذرة، أثارت قلقاً في أنقرة، خشية أن تكون بداية لمرحلة جديدة من الصراع قد تجر دولاً أخرى، مثل تركيا، إليه.

وقد اتهمت بعض الأصوات التركية دولاً أوروبية بالسعي لتوسيع نطاق الحرب وتعطيل جهود الوساطة. وفي أول تعليق رسمي، أعرب وزير الخارجية التركي، حاقان فيدان، خلال اجتماع وزراء خارجية «حلف شمال الأطلسي» في بروكسل، عن قلقه من توسع جغرافيا الحرب. وفي اليوم التالي، استدعت الخارجية التركية كلاً من السفير الأوكراني والقائم بالأعمال الروسي في أنقرة، وأبلغتهما بقلقها من تصاعد الهجمات في المنطقة الاقتصادية التركية في البحر الأسود، مؤكدة على أهمية احترام اتفاقية مونترو.

ونقلت صحيفة «حرييات» عن مصادر ديبلوماسية تركية تأكيدها على أن قرار السلام يقع على عاتق روسيا وأوكرانيا، وأن تركيا ستواصل دعمها لعملية السلام، مع استعدادها لقيادة أمن البحر الأسود بالتعاون مع شركاء آخرين، وعدم السماح بتهديد أمنها وأمن المنطقة من أي طرف. وأشارت المصادر إلى الدور المحوري الذي تلعبه تركيا في الدفاع الأوروبي، وقدراتها العسكرية المتنامية.

ويرى الخبير الأمني التركي، إبراهيم كيليش، أن الهجمات الأوكرانية تهدف إلى تعطيل صادرات النفط الروسي ومنع تركيا من القيام بدور الوسيط. وحذر من أن أي رد روسي قد يطال البر التركي عن طريق الخطأ، معتبراً أن وقف التصعيد ضروري للحفاظ على البحر الأسود كبحيرة سلام. كما حذر من أن امتداد الحرب إلى البحر الأسود سيشكل تهديداً لتركيا وللتجارة العالمية.

من جهته، اعتبر الباحث علي فؤاد غوكتشه أن الهجمات الأوكرانية تخريب لمبادرة الوساطة ولأمن البحر الأسود، وأنها قد تكون مدبرة من أطراف لا ترغب في استئناف محادثات وقف إطلاق النار. وأضاف أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد تم تحريضه من جانب معارضي إنهاء الحرب الأوروبيين.

ويرى الأستاذ في جامعة «حاجي تبه»، إرديم إيلكر موتلو، أن الهجمات تهدف إلى تأليب روسيا وتركيا على بعضهما البعض، داعياً أنقرة إلى تقديم مذكرة احتجاج إلى كييف. وأشار إلى أن «حلف شمال الأطلسي» ملزم بالدفاع عن تركيا.

ووجه الخبير البحري، مصطفى جان، أصابع الاتهام إلى المملكة المتحدة، معتبراً أنها تسعى لتقريب تركيا من «حلف شمال الأطلسي» وإثارة النقاش حول اتفاقية مونترو، داعياً بلاده إلى الاحتجاج لدى الأوكرانيين وإصدار تحذير علني صارم.

وفي السياق ذاته، رأى رئيس تحرير صحيفة «ميللييات»، أوزاي شاندير، أن الهجمات تتعدى كونها جزءاً من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لتصبح ألاعيب مشبوهة في البحر الأسود، مشيراً إلى احتمال وجود دور للدول الغربية في هذه الهجمات بهدف إطاحة الرئيس فلودومير زيلينسكي.

مشاركة المقال: