الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 04:12 PM

تطبيق إسرائيلي خفي على هواتف سامسونج يثير مخاوف بشأن الخصوصية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

تطبيق إسرائيلي خفي على هواتف سامسونج يثير مخاوف بشأن الخصوصية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أُعيد تسليط الضوء على وجود تطبيق باسم AppCloud مثبت مسبقًا على هواتف «سامسونغ» من فئتي «غالاكسي A وM» الشائعتين في أسواق غربي آسيا وشمالي أفريقيا. تكشف تقارير إعلامية متعددة عن علاقة إسرائيل بهذا التطبيق، الذي لا يظهر كغيره في القائمة ولا يمكن حذفه، بل يُعدّ جزءاً من النظام نفسه.

حتى في حال تعطيله من الإعدادات، يعود في كثير من الأحيان بعد التحديثات الدورية. ولا يملك المستخدم وسيلة لإزالته كلياً إلا عبر عملية تعديل على برمجية الجهاز تُعرف بالـ«روت»، لكنها تفتح الباب على مخاطر أخرى.

وفقًا للتقارير الإعلامية الاستقصائية، بما في ذلك تقرير لمنظّمة «سمكس» غير الربحية، فإن ملكية التطبيق تعود إلى شركة ironSource التي تأسّست في تل أبيب. ارتبط اسم الشركة في السابق ببرمجيات دعائية مثيرة للجدل، مثل برنامج InstallCore الذي ثبّت تطبيقات على أجهزة المستخدمين من دون إذن. واجهت الشركة دعاوى قضائية جماعية ضمن ما عُرف بـ«وادي التنزيل» الإسرائيلي بسبب اتهامات بتتبع الأطفال واستغلالهم في الألعاب الإلكترونية.

على الرغم من استحواذ شركة «يونيتي» الأميركية على ironSource لاحقًا، فإن إرثها في تطوير برمجيات خفية ما يزال حاضرًا، ويبدو أنّ AppCloud امتداد مباشر لهذا المسار.

تشير التقارير التقنية إلى أن التطبيق قادر على جمع بيانات واسعة تشمل عناوين الإنترنت، والموقع الجغرافي، وأنماط الاستخدام، وحتى بيانات ذات طبيعة حيوية. الأخطر أن سياسة الخصوصية الخاصة به لا تُعرض للمستخدمين في المنطقة، ما يحرمهم من أي معرفة حقيقية بما يجري على أجهزتهم.

يطرح وجود تطبيق ذي جذور إسرائيلية على أجهزة تُباع في المنطقة إشكالات قانونية مباشرة. ففي لبنان، يمنع قانون المقاطعة التعامل مع الشركات الإسرائيلية منذ عام 1955. وفي دول مثل السعودية والإمارات ومصر، تفرض قوانين حماية البيانات موافقةً صريحة قبل جمع أي معلومات شخصية. ولهذا يشكّل إدماج AppCloud بشكل إجباري داخل النظام من دون خيار إلغاء خرقاً للقوانين المرعية في الدول المستهدفة.

لم يصدر العملاق الكوري «سامسونغ» أي رد واضح حول التطبيق نفسه، واكتفت الشركة بالتأكيد على أن «التطبيقات الخارجية المثبتة مسبقاً أمر معتاد»، مدعيةً بأن المستخدم يستطيع تعطيلها من الإعدادات. لكنّ هذا الموقف لا يقدّم حلاً لمخاطر جمع البيانات، ولا يتيح للمستخدمين الاطلاع على شروط الاستخدام أو طريقة الإزالة الكاملة.

يصف خبراء تقنيون الوضع بأنه ابتزاز رقمي يُجبر المستخدم على القبول بتطبيق خفي يُهدّد خصوصيته، في وقت تهيمن فيه «سامسونغ» على حصة سوقية تقارب الثلث في المنطقة. القضية لا تتعلّق بتطبيق واحد فقط، بل تكشف واقعاً أوسع تُدمج فيه برمجيات خفية داخل الهواتف الذكية لتتحول من أدوات شخصية إلى منصات مراقبة متقدمة.

مشاركة المقال: