رغم شيوع الاعتقاد بأن الحصبة "مرض طفولي"، إلا أنها تشكل خطرًا كبيرًا أيضًا على البالغين. وفي تطور مقلق، شهدت ولاية بافاريا الألمانية مؤخرًا تفشيًا جديدًا للمرض، تعود بدايته إلى مهرجان محلي أُقيم في مطلع مايو بمشاركة نحو 400 شخص، وفقًا لما أعلنه راديو بافاريا الرسمي.
أسفرت سلسلة العدوى المرتبطة بالمهرجان عن تسجيل ست إصابات في منطقة "فرايونغ-غرافناؤو"، إضافة إلى اثنتي عشرة إصابة أخرى في دول أوروبية مجاورة، من بينها بولندا وتشيكيا وإيطاليا وإنجلترا.
طفل في سن الدراسة يدرس في مدرسة Realschule، وقد دفعت إصابته السلطات إلى مراجعة حالة التطعيم لجميع المخالطين له في المدرسة والمنزل. وبيّنت التحقيقات أن جميع زملائه في الصف محصّنون، باستثناء طفل واحد غير مطعّم، تم استبعاده من الحضور المدرسي لمدة ثلاثة أسابيع كإجراء احتراز.
انخفاض معدلات التطعيم وراء عودة المرض
وفقًا لمعهد "روبرت كوخ"، تم الإبلاغ عن 645 حالة إصابة بالحصبة في ألمانيا عام 2024. أما في العام الجاري، فبلغ عدد الحالات المُسجَّلة حتى مارس 49 حالة. ويُعزى هذا الانتشار بشكل رئيسي إلى انخفاض معدلات التطعيم، حيث تلقى حوالي 87٪ من الأطفال الجرعة الأولى من لقاح الحصبة في عمر 15 شهرًا، لكن النسبة تنخفض إلى 77٪ فقط للجرعة الثانية، وهي الضرورية لضمان المناعة الكاملة.
تفاوتت نسب التطعيم بين الولايات، إذ بلغت فقط 55٪ في ولاية ساكسن، مقارنة بـ 84٪ في شليسفيغ-هولشتاين، بينما لم تتجاوز 60٪ في منطقة فرايونغ-غرافناؤو التي شهدت التفشي الأخير.
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بأن تبلغ نسبة التغطية بالجرعة الثانية 95٪ لتحقيق ما يُعرف بـ "مناعة القطيع"، وهي الحالة التي تضمن حماية حتى غير المطعّمين بفضل الانتشار الواسع للمناعة المجتمعية.
من يجب عليه التطعيم الآن؟
توصي اللجنة الدائمة للتطعيم (Stiko) بأن يخضع للتطعيم جميع البالغين المولودين بعد عام 1970 الذين لا يعرفون حالتهم التطعيمية، ومن لم يتلقوا تطعيمًا مطلقًا أو حصلوا فقط على جرعة واحدة في الطفولة. ويُعطى التطعيم على شكل لقاح مركب MMR ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
أما من وُلدوا قبل 1970، فلا يُلزمون بالتطعيم غالبًا، نظرًا لكونهم قد أصيبوا بالمرض سابقًا واكتسبوا مناعة طبيعية.