الأحد, 5 أكتوبر 2025 10:31 PM

تقرير ألماني مقلق: ارتفاع حاد في أعداد المتسربين من المدارس الثانوية.. ما الأسباب؟

تقرير ألماني مقلق: ارتفاع حاد في أعداد المتسربين من المدارس الثانوية.. ما الأسباب؟

كشفت وسائل إعلام ألمانية عن ارتفاع مقلق في عدد الشباب الذين يتركون نظام التعليم الألماني دون الحصول على شهادة. ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الفيدرالي، بلغ عدد الطلاب الذين غادروا المدرسة دون مؤهل في العام الدراسي 2023/2024 حوالي 62 ألف طالب وطالبة، وهو أعلى رقم خلال السنوات العشر الماضية، مقارنة بنحو 56 ألفًا فقط في العام السابق.

وقد جاءت هذه الأرقام بناءً على استفسار من حزب تحالف سارة فاغنكنشت (BSW)، وهي متاحة أيضًا في قواعد بيانات المكتب الإحصائي الرسمي. ولم يزد فقط العدد المطلق للمنسحبين، بل ارتفعت أيضًا نسبتهم من إجمالي عدد الخريجين: ففي عام 2013/2014 كان 5.5% من التلاميذ يغادرون المدرسة دون شهادة، بينما وصلت النسبة بعد عشر سنوات إلى 7.8%. وعند النظر إلى المدى الزمني الطويل، يتضح أن المشكلة مزمنة: ففي عام 2006 بلغت نسبة من تركوا المدرسة دون مؤهل 8% (أكثر من 75 ألف شخص)، وفقًا لتقرير التعليم الوطني الصادر عام 2024.

وقالت سارة فاغنكنشت لوكالة الأنباء الألمانية (dpa): «كل عام يغادر ما يعادل جمهور ملعب كرة قدم كبير من التلاميذ بلا شهادة، هذا وصمة عار لنظام التعليم ومصدر مباشر لأزمة نقص الكوادر، حين تُهدر مثل هذه الطاقات». وطالبت فاغنكنشت وزيرة التعليم بالتحرك العاجل ودعوة وزراء الولايات إلى قمة تعليمية في المستشارية لمواجهة المشكلة.

أما رئيس اتحاد المعلمين الألمان، شتيفان دول، فقد عدّد عدة أسباب وراء هذه الظاهرة، منها صعوبات اللغة، وفقدان الشعور بالانتماء إلى المجتمع الألماني أو ضعف الارتباط بقيمه، وغياب الدافع الشخصي، إذ يوفر لهم المجتمع خيارات أخرى مثل الدعم الاجتماعي أو فرص العمل غير المؤهلة التي تتيح كسب المال دون شهادة.

من جانبه، يرى مدير معهد لايبنيتس لأبحاث التعليم، كاي ماتس، أن المسؤولية لا تقع على الشباب فقط، بل على المجتمع والنظام التعليمي بأكمله، مشددًا على أنه لا يجوز تحميل الأطفال تبعات فشل البنية التعليمية. وأوضح ماتس أن التعلّم يبنى على معارف أساسية مفقودة لدى كثير من التلاميذ، وهي مهارات يصعب اكتسابها لاحقًا في فترة قصيرة. وأشار أيضًا إلى أن العديد من الشباب القادمين من عائلات لاجئة التحقوا بالمدارس في سن متأخرة ولم يتمكنوا من الاستفادة الكاملة من النظام التعليمي الألماني، مؤكدًا أن هؤلاء يحتاجون إلى برامج تعليمية مخصصة تعالج واقعهم المختلف.

مشاركة المقال: