الثلاثاء, 12 أغسطس 2025 05:11 PM

تقرير إسرائيلي يكشف: هل يسير الرئيس السوري على خطى السادات نحو السلام مع إسرائيل؟

تقرير إسرائيلي يكشف: هل يسير الرئيس السوري على خطى السادات نحو السلام مع إسرائيل؟

في تطور مفاجئ على الساحة السياسية الإقليمية، رجح مركز القدس للشؤون العامة والأمنية (JCPA) أن يسلك الرئيس السوري أحمد الشرع نهجًا مماثلًا لما قام به الرئيس المصري الراحل أنور السادات في مسيرة السلام مع إسرائيل. وأشار التقرير الإسرائيلي إلى ظهور مؤشرات غير مسبوقة منذ سنوات، تكشف عن محادثات غير مباشرة بوساطة أمريكية بين دمشق وتل أبيب.

اتصالات سرية ومصالح مشتركة

وفقًا للتقرير، تجري اتصالات هادئة عبر قنوات غير رسمية، في ظل تزايد الإدراك بين الطرفين بأن الاستقرار الإقليمي يمثل مصلحة مشتركة. ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين استعدادهم لمناقشة خطوات تهدئة شاملة دون التخلي الكامل عن مرتفعات الجولان، حيث صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن "إسرائيل لها مصلحة في السلام، شريطة الحفاظ على أمنها القومي".

خطة محتملة: انسحاب جزئي ومنطقة سلام دولية

يطرح التقرير تصورًا أوليًا لأي اتفاق محتمل، يتضمن:

  • انسحابًا تدريجيًا من المناطق العازلة في الجولان بحلول نهاية عام 2024.
  • التزامًا سوريًا بوقف الأعمال العدائية.
  • إنشاء ما يسمى بـ "حديقة سلام" تحت إشراف دولي، دون عودة كاملة للسيادة السورية.

لكن تبقى قضية السيادة على الجولان نقطة خلافية رئيسية، تعتبر في الشارع السوري خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.

تحديات سياسية تواجه الطرفين

لم يخف التقرير العقبات الكبيرة التي تعترض هذا المسار:

  • من جهة، يفتقر الرئيس الشرع إلى الشرعية الكاملة داخليًا لاتخاذ قرار بهذه الأهمية.
  • من جهة أخرى، تواجه الحكومة الإسرائيلية اليمينية ضغوطًا داخلية تمنعها من تقديم تنازلات استراتيجية، خاصة بعد تصاعد التوترات الأمنية منذ أكتوبر 2023.

كما أشار التقرير إلى الدور المؤثر لتركيا، نظرًا لسيطرتها الفعلية على شمال سوريا، مما يجعلها طرفًا حاسمًا في أي تسوية سياسية مستقبلية.

قناة اتصال مفتوحة وتصريحات إيجابية

في تصريح مفاجئ، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود قناة اتصال مفتوحة مع الرئيس السوري أحمد الشرع، قائلاً إن دمشق أصبحت تدرك فوائد السلام مقابل الخسائر في حال العودة إلى الصراع.

وأضاف نتنياهو أن:

"الوضع تغير... إيران تراجعت، وحزب الله لم يعد يدير المشهد في سوريا كما في السابق. هناك الآن فرصة حقيقية للسلام والاستقرار، والرئيس السوري فتح الباب لذلك".

ترامب: "رفعت العقوبات عن سوريا بطلب من نتنياهو"

أما المفاجأة الكبرى فجاءت من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كشف أن نتنياهو طلب منه رفع العقوبات عن سوريا، وقال:

"التقيت بالزعيم الجديد في دمشق، وأُعجبت به. رفعنا العقوبات لمنح سوريا فرصة حقيقية. طالما كانت العقوبات قائمة، لم تكن لديهم أي فرصة".

هل نحن على أعتاب اتفاق سلام تاريخي؟

على الرغم من أن الطريق نحو تطبيع العلاقات لا يزال مليئًا بالعقبات السياسية والشعبية، إلا أن ما يجري خلف الكواليس يشير إلى تحرك جاد قد يفضي إلى اتفاق سلام جزئي أو شامل، يعيد رسم خريطة العلاقات في الشرق الأوسط.

ويرى مراقبون أن الاضطراب القادم في الشرق الأوسط قد ينطلق من دمشق، لا من تل أبيب أو طهران، ما يعكس حجم التحول المحتمل في المنطقة.

روسيا اليوم

مشاركة المقال: