كشف تقرير صادر عن Statista Consumer Insights أن ألمانيا تعتبر من بين الدول الأقل إقبالاً على الاستثمار في الأوراق المالية، مثل الأسهم والصناديق المشتركة و ETF، مقارنة بالعديد من الاقتصادات الكبرى حول العالم. وأشار الاستطلاع إلى أن نسبة الألمان الذين يستثمرون في هذه الأدوات المالية لا تتجاوز 23% فقط من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 64 عامًا، مما يضع ألمانيا في مرتبة متوسطة ضمن المقارنة الدولية.
وعلى النقيض من ذلك، يحظى الاستثمار في الأوراق المالية بشعبية كبيرة في دول مثل كوريا الجنوبية (44%) والهند (39%) والصين (36%)، بينما تبلغ النسبة في السويد 30%. أما دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فقد سجلت نسبًا أقل تتراوح بين 15% و 17%.
ويفسر التقرير هذا التباين بعدة عوامل، من أبرزها أن العديد من الدول الآسيوية لديها أنظمة تقاعد حكومية أقل تطوراً، مما يدفع السكان إلى الاعتماد بشكل أكبر على الاستثمار الذاتي لتأمين مستقبلهم المالي، وهو ما يجعل الأسهم والصناديق خيارًا شائعًا لديهم. وفي ألمانيا، يظل الاستثمار في الأوراق المالية أكثر انتشارًا بين ذوي الدخل المرتفع، بينما يعتمد غالبية السكان على الادخار التقليدي وحسابات التوفير، على الرغم من انخفاض العوائد إلى مستويات تقترب من الصفر لسنوات طويلة.
ويضيف التقرير أن العامل الأكثر تأثيرًا في اختيار الألمان لطريقة استثمار أموالهم هو الأمان، بينما تأتي العوائد المتوقعة في مرتبة أقل، مما يفسر استمرار الكثيرين في التمسك بمدخرات منخفضة العائد بدلاً من الاستثمار في الأسواق المالية. وبذلك، يعكس التقرير فجوة كبيرة في الثقافة المالية في ألمانيا مقارنة بدول أخرى، وخاصة الآسيوية، حيث تلعب عوامل الأمن المالي والثقافة الاستثمارية والاعتماد على الدولة في التقاعد دورًا أساسيًا في تشكيل سلوك الأفراد تجاه الاستثمار.