الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 03:56 PM

تكريمًا لمسيرته.. جائزة سنوية تحمل اسم الفنان السوري زكي كورديلو

تكريمًا لمسيرته.. جائزة سنوية تحمل اسم الفنان السوري زكي كورديلو

أعلنت "رابطة عائلات قيصر" عن إطلاق جائزة سنوية باسم الفنان المسرحي السوري المعتقل "زكي كورديلو"، وذلك تقديرًا لإسهاماته الفنية ودفاعه عن الحرية. وتهدف الجائزة إلى تكريم أفضل الأعمال المسرحية والفنية التي تجسد قيم الحرية والإبداع والمقاومة المدنية.

يعتبر زكي كورديلو، المولود في دمشق عام 1960، من أبرز الشخصيات في المسرح السوري. قدم خلال مسيرته أعمالًا مميزة جمعت بين الأصالة والتجديد، وكان من المؤيدين لاستخدام الفن كوسيلة للتعبير عن قضايا الناس ومقاومة الظلم.

في آب/أغسطس 2012، اعتقله النظام السوري مع ابنه مهيار، ولا يزال مصيرهما مجهولاً حتى الآن، ليصبح اسمه رمزًا لمعاناة العديد من الفنانين والمثقفين السوريين الذين ضحوا بحياتهم أو حريتهم بسبب مواقفهم.

وفقًا لبيان الجائزة، تهدف إلى دعم الأعمال المسرحية والفنية التي تعكس روح المقاومة المدنية وتسعى لتعزيز الحرية والعدالة، بالإضافة إلى تخليد ذكرى زكي كورديلو والتأكيد على دوره في تطوير المسرح السوري كفن نقدي وإنساني، وتوفير منصة للمبدعين السوريين والعرب لتقديم أعمال تساهم في بناء ذاكرة جماعية قائمة على القيم الإنسانية.

تتنوع مجالات المشاركة لتشمل الأعمال المسرحية المنشورة منذ بداية عام 2024، والنصوص المسرحية المكتوبة باللغة العربية أو المترجمة إليها.

تشرف على الجائزة لجنة تحكيم مستقلة تتألف من مبدعين سوريين وعرب من داخل سوريا وخارجها، يمثلون مجالات المسرح والفنون والثقافة، لضمان نزاهة عملية التقييم وموضوعيتها. وتمنح الجائزة السنوية للفائز مبلغًا ماليًا، بالإضافة إلى درع تكريمي يحمل اسم الفنان.

يرى مراقبون أن إطلاق الجائزة ليس مجرد حدث ثقافي فني، بل هو فعل مقاومة رمزي في مواجهة القمع والاستبداد، ومحاولة لاستعادة صوت الفنانين المعتقلين والمغيبين قسراً في سوريا. فالجائزة تعيد طرح سؤال الحرية كقيمة إنسانية عليا، وتؤكد أن الفن لا ينفصل عن معركة الشعب في مواجهة الطغيان. كما أن اختيار اسم كورديلو يحمل بعداً وجدانياً، إذ يمثل الرجل نموذج الفنان الملتزم بقضايا مجتمعه.

تم اعتقال الفنان المسرحي والممثل السوري زكي كورديللو في 11 آب/أغسطس 2012، على يد أجهزة المخابرات الجوية السورية، من منزله في حي مساكن برزة بدمشق، برفقة ابنه مهيار (الذي كان طالباً في معهد الفنون المسرحية). وجاء الاعتقال في سياق الحملة الأمنية الواسعة التي شنتها السلطات السورية آنذاك ضد الفنانين والمثقفين والنشطاء الذين عُرفوا بمواقفهم المعارضة للنظام أو المتعاطفة مع الثورة السورية. ومنذ لحظة الاعتقال وحتى اليوم ما يزال مصيره ومصير ابنه مجهولين، إذ لم يصدر أي إعلان رسمي عن مكان احتجازهما أو التهم الموجهة إليهما، ما وضعهما في عداد المغيبين قسرياً.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: