الجمعة, 21 نوفمبر 2025 05:53 PM

تلبية لمطالب الأهالي: افتتاح دائرة الأحوال المدنية في تلبيسة ينهي معاناة استمرت سنوات

تلبية لمطالب الأهالي: افتتاح دائرة الأحوال المدنية في تلبيسة ينهي معاناة استمرت سنوات

في خطوة تعتبر بارزة على صعيد الخدمات المقدمة، أُعلن في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي عن إعادة افتتاح دائرة الأحوال المدنية (النفوس) بعد توقف دام سنوات. هذا الافتتاح من شأنه أن يخفف الأعباء المعيشية والنفسية عن آلاف الأسر في تلبيسة والمناطق المجاورة، حيث سيتمكنون من استخراج الوثائق الرسمية الضرورية دون الحاجة إلى السفر اليومي إلى مدينة حمص.

إجراء يسهل الكثير على الأهالي

أوضح تمام هلال، مدير مركز الشؤون المدنية الشخصية في تلبيسة، لمنصة إخبارية: "بدأ العمل في دائرة النفوس في تلبيسة رسميًا بحضور مدير الشؤون المدنية الشخصية، وتم استخراج بيانات لعدد من الأهالي وفق خطوات منظمة، مع اعتماد نظام دور آلي لضمان السرعة والدقة في الخدمة." وأضاف: "نواجه حاليًا مشكلة في توفير الكهرباء، وندرس خيارين لحلها: تركيب مولدة كهربائية بجانب المبنى، أو تركيب ألواح طاقة بديلة لضمان استمرارية العمل."

وعن أهمية إعادة تفعيل دائرة النفوس في تلبيسة، قال هلال: "عودة دائرة النفوس تساهم في التخفيف عن أهلنا في تلبيسة، خاصة في ظل صعوبة الوصول إلى مركز المحافظة، وتحد من الأعباء المادية والزمنية على الأهالي، وتسهل الحصول على الوثائق الرسمية بسرعة وسهولة." وأشار إلى أن الدائرة تصدر حاليًا: بيان عائلي، بيان فردي، بيان طلاق، بيان زواج، بيان ولادة، وبيان وفاة.

خدمات شاملة ومجانية

من جهته، أكد الدكتور سليم طه، أحد أعضاء لجان الأحياء في مدينة تلبيسة، في تصريح مماثل، أن الدائرة ستبدأ عملها رسميًا اعتبارًا من يوم الأحد القادم، في تمام الساعة الثامنة صباحًا. وأشار إلى أن الخدمات المقدمة ستكون شاملة ومجانية بالكامل في المرحلة الأولى، وتشمل: إخراج قيد فردي، إخراج قيد عائلي، بيان ولادة، وبيان وفاة.

كما لفت طه إلى أن تسجيل الولادات الجديدة لا يزال قيد الاختبار التقني، حيث سيتم تجريب الاتصال بالشبكة المركزية التابعة لوزارة الداخلية. وأضاف: "في حال نجاح الاتصال وثباته، سيتم الانتقال إلى تسجيل الولادات مباشرة في الدائرة، ما يمثل نقلة نوعية في تبسيط الإجراءات وضمان دقة السجلات المدنية المحلية."

الفرج بعد الضيق

ووصف الناشط المحلي نضال العكيدي الافتتاح بأنه "الفَرْج بعد الضيق"، موضحًا أن المواطنين كانوا يتكبدون مشقة التنقل اليومي بين تلبيسة وحمص، بالإضافة إلى تكاليف النقل الباهظة في ظل تدهور القدرة الشرائية. وقال: "كانت رحلة استخراج وثيقة بسيطة، مثل إخراج قيد عائلي، تستغرق يومًا كاملاً، بين الذهاب والانتظار في طوابير مزدحمة، والعودة. اليوم، أُزيلت كل هذه التحديات من أمام الأهالي. هذا ليس تيسيرًا إداريًا فحسب، بل دعم نفسي واجتماعي في وقت تزداد فيه الضغوط الاقتصادية."

ويأتي افتتاح الدائرة استجابة لمطالبات شعبية تصاعدت خلال الأشهر الماضية، وثقتها منصة سوريا 24 في تقرير نُشر قبل نحو شهر، أشارت فيه إلى أن أهالي تلبيسة وبلدات الريف الشمالي يعيشون حالة من الإحباط المزمن جراء توقف عمل "النافذة الواحدة" ودائرة النفوس منذ تحرير المنطقة. وكان السكان يضطرون إلى قطع مسافات طويلة في ظل ظروف معيشية صعبة: ازدحام شديد في دوائر حمص، تكاليف نقل متزايدة، انتظار لساعات طويلة، وأحيانًا لأيام، لإنجاز معاملة واحدة، وصعوبة التنقل للمسنين والمرضى وذوي الإعاقة.

يُذكر أن تلبيسة تقع على بعد نحو 20 كيلومترًا شمال شرق مدينة حمص، وتشهد كثافة سكانية متزايدة نتيجة النزوح الداخلي وعودة الأسر إلى مناطقها بعد سنوات من النزوح.

مشاركة المقال: