انتقدت مقالات إعلامية تغطية وكالة «أسوشيتد برس» لقصف «مستشفى ناصر» في غزة، معتبرة أنها تجاهلت استشهاد الصحفية مريم أبو دقة، واكتفت بوصفها بـ«فريلانسر». ورأت المقالات في ذلك تواطؤاً من الإعلام الغربي وتبريراً لـ«جرائم الإبادة الإسرائيلية» ومحو هوية الصحافيين الفلسطينيين.
ذكرت المقالات أن وكالة «أسوشيتد برس» (AP) نشرت خبراً عن استهداف «مستشفى ناصر الطبي» الذي أسفر عن استشهاد أربعة صحافيين فلسطينيين هم: معاذ أبو طه، حسام المصري، أحمد عبد العزيز، ومحمد سلامة، دون تخصيص خبر منفصل عن استشهاد مريم أبو دقة، التي كانت تعمل مراسلة صحفية لديهم.
وأشارت المقالات إلى أن وسائل الإعلام «العالمية» قد تهاوت منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وأن وكالة الأنباء «أسوشيتد برس» لم تذكر اسم مريم أبو دقة في تعليقها على الخبر المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، واكتفت بوصفها بـ«فريلانسر» (متعاقدة).
وأوضحت المقالات أن «أسوشيتد برس» صاغت الخبر بالقول: «أربعة صحافيين من بينهم فريلانسر عملت مع أسوشيتد برس، كانوا من ضمن ثمانية أشخاص قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت مستشفى ناصر الطبي جنوبي غزة».
واتهمت المقالات «أسوشيتد برس» بالتبرؤ من مريم أبو دقة عبر اختزالها في صفة «فريلانسر» واعتبرتها من بين «القتلى»، وتعمّدت تغييب اسمها، وأصدرت بياناً آخر ذكرت فيه أن مريم أبو دقة «لم تكن في مهمة لمصلحتهم» لحظة اغتيالها.
وأكدت المقالات أن هناك من تجاوز حدود التواطؤ وأصبح يحذو حذو إسرائيل في النظر إلى الفلسطينيّ باعتباره «شيئاً غير موجود» أو «عبئاً زائداً». وأن تغطية الجريمة تعد مشاركة فعلية فيها.
كما ذكرت المقالات أن هذه ليست المرة الأولى التي تغطي فيها وسائل الإعلام الغربية على «جرائم الكيان الإبادي»، وأن عدداً من وسائل الإعلام الغربية كانت مشاركة بشكل مباشر في «الإبادة الغزّية»، مثل «بي. بي. سي» ووكالة «رويترز».
وأشارت المقالات إلى أن استشهاد مريم أبو دقة وزملائها الأربعة يرفع عدد الصحافيين الذين قتلتهم إسرائيل في غزة إلى 250 صحافياً، وأن من بين زملاء مريم أبو دقة، معاذ أبو طه الذي عمل كـ«فريلانسر» لمصلحة قناة «إن. بي. سي» (N.B.C) الأميركية، التي لم تذكر شيئاً عنه.
وانتقدت المقالات وكالة الأخبار الفرنسية «فرانس برس» لزعمها بأنها «عاجزة عن التأكد من السردية الإسرائيلية أو مما أعلنه الدفاع المدني الفلسطيني بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على الإعلام».
وختمت المقالات بالتأكيد على أن المؤسسات الإعلامية الغربية تستعمل الصحافيين الفلسطينيين كـ«فريلانسرز» للحد من أي التزام ومسؤولية قانونية وأخلاقية تجاههم، وأنها «فريلانس» تعمل في خدمة القاتل، ولا تبرر للكيان الإباديّ فقط، إنما تمتثل به.