الأحد, 17 أغسطس 2025 02:22 AM

جائزة "أسهل ترقيع للسلطة" من نصيب أمين عام "الجبهة الفيسبوكية للتبرير".. كيف يبرر الأخطاء؟

جائزة "أسهل ترقيع للسلطة" من نصيب أمين عام "الجبهة الفيسبوكية للتبرير".. كيف يبرر الأخطاء؟

في كل مرة كان يحتاج فيها “بو نايف” لكذبة لتجميل صورته أو لانتقاد خصومه، كان يبدأ حديثه بعبارة “اسألو نعمان الله يرحمو”، وهي طريقة استهوت بعض العاملين في الصحافة السورية اليوم.

سناك سوري _ ساخر
دأب بعض “الإعلاميين” على التفرغ التام لتبرير أخطاء السلطة الجديدة، سائرين على خطى زملائهم الذين اعتادوا طوال 14 عاماً على التبرير والتطبيل لنظام بشار الأسد. ورغم العداوة المفترضة بين الفريقين، إلا أنهما اتفقا على اتباع الأساليب نفسها.

خلال الأشهر الماضية التي تولت فيها الإدارة الجديدة حكم البلاد، لم تخلُ من انتهاكات وأخطاء وحتى مجازر. لكن جيش التبرير كان حاضراً في كل مرة، ويتنافس قادته في ابتكار طرق جديدة للتبرير، وتحويل الانتهاك الذي ترتكبه السلطة إلى خطيئة تلصق بالضحية. مثال على ذلك، قتل شخص تحت التعذيب والرد بأن الضحية كان مضطرباً نفسياً وأذى نفسه حتى الموت.

وبالطبع، هناك مبدعون تتألق نجومهم بين المبررين، وأهمهم “الأمين العام للجبهة الشعبية للتبرير”، الذي يستقبل في صندوق بريده على فيسبوك رسائل تبريرية مع كل حادثة تخطئ فيها السلطة. ينتظر جمهوره بشغف الرد المفحم الذي سيصعق به كل من يتهم السلطة بالخطأ.

فإذا ظهر مقطع مصور موثق وصحيح مئة بالمئة، يظهر ارتكاب عناصر من قوات رسمية لانتهاكات أو جرائم قتل أو سرقة، فإن رسالة من “نعمان الله يرحمو” تصل فوراً إلى الأمين العام التبريري، تشرح له كيف استفز الضحية قاتله ليطلق عليه النار، وكيف أن الشهود على الحادثة ليسوا سوريين بالأصل، وكيف أن كل جيوش العالم ترتكب انتهاكات دفاعاً عن النفس، وألف ذريعة وتبرير تكون بالخدمة لتجنب الاعتراف بالخطأ.

ولا أسهل من نفي الحقائق الموثقة والمصورة عند المبررين. يكفي أن يقول “الأمين العام” أن رسالة وصلته من أحد الأصدقاء يقسم له فيها (انو ما في انتهاك ولا شي)، وتتحول هذه الرسالة إلى حقيقة علمية موثوقة يعتمدها المبررون في الرد على كل من يواجههم بالحقيقة.

وكما كان الحال في الأشهر الأولى بعد سقوط النظام، حين ظهر جيش إلكتروني يرفع شعار “منفي” أمام كل خبر أو حدث، فقد تحول أعضاؤه إلى “مبررين” يبتدعون الحجج أمام كل حادثة. فالمخطوفات عندهم ذهبن بإرادتهن إلى الخاطفين بسبب مشاكل عائلية، والمعتقلون يؤذون أنفسهم بأنفسهم حتى الموت، والمجازر يرتكبها الفلول والانفصاليون، والسلطة دائماً على حق.

تقديراً لجهود قائد جيش التبرير الفيسبوكي الوطني، تم منحه جائزة “أسهل ترقيع للسلطة” عن دوره في كشف المستور برسائل أصدقائه الذين يجودون عليه وعلينا بالذرائع الذكية المبدعة لتبرير أي حدث، ابتداءً من مخالفات السير وصولاً إلى المجازر. وتقرر إطلاق اسم “نعمان الله يرحمو” على الجائزة ومنحها سنوياً لأفضل “مبرراتي”.

مشاركة المقال: