الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 02:40 PM

جامعة دمشق تعزز الإجراءات الأمنية بعد الاعتداء على عميد الآداب وتطالب بأقصى العقوبات

جامعة دمشق تعزز الإجراءات الأمنية بعد الاعتداء على عميد الآداب وتطالب بأقصى العقوبات

أعلن الدكتور مصطفى صائم الدهر، رئيس جامعة دمشق، عن سلسلة إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الجامعة في أعقاب الحادث المؤسف الذي شهدته كلية الآداب. وأكد أن حماية الكوادر الأكاديمية والطلاب تأتي على رأس الأولويات.

وفي تصريح لسوريا 24، أوضح الدكتور الدهر أن الجامعة بدأت منذ أكثر من شهر في تحديث كاميرات المراقبة في مداخل الحرم الجامعي والمباني، وتعمل حاليًا على مراجعة وتوسيع هذه المنظومة وربطها بمراكز مراقبة تعمل على مدار الساعة.

تشمل الإجراءات أيضًا تعزيز انتشار عناصر الحراسة، وزيادة نقاط التفتيش، والتدقيق على مداخل الجامعة، مع الحفاظ على بيئة أكاديمية هادئة من خلال منع إظهار السلاح داخل الحرم الجامعي. وأكد أن هذه الخطوات تهدف إلى ضمان سلامة الجميع ومنع تكرار أي خرق أمني مماثل.

وفيما يتعلق بالاعتداء على عميد كلية الآداب، الدكتور علي اللحام، وصفه الدكتور صائم الدهر بأنه سابقة خطيرة وغير مسبوقة في تاريخ الجامعة، ولكنه اعتبره "حادثًا شاذًا" لا يعكس واقع الأمن المستقر في الحرم الجامعي. وأشار إلى أن الاستجابة السريعة من قبل أمن الجامعة ساهمت في احتواء الموقف خلال دقائق، دون وقوع إصابات أو استخدام للسلاح، على الرغم من خطورة الهجوم الذي استخدمت فيه أسلحة نارية وقنبلة يدوية لم تنفجر.

وكشف أن المعتدين هم ثلاثة أشخاص من خارج الجامعة، دخلوا من باب جانبي مخصص للمشاة، وكانوا يحملون مسدسًا مخفيًا داخل حقيبة صغيرة، واقتحموا المكتب أثناء وجود عدد من الأساتذة وطالبتين، وارتكبوا أفعالًا تخريبية وترهيبية مدانة. وأكد أن رئاسة الجامعة أُبلغت فورًا، وتمت السيطرة على الموقف باحترافية، قبل توقيف المعتدين وتسليمهم إلى الجهات المختصة.

واعتبر رئيس الجامعة أن ما حدث يمثل إساءة عميقة للقيم الأكاديمية وهيبة المؤسسة الجامعية، ويجب أن يُواجه بحزم. وأكد أن هوية المعتدين معروفة، وقد تم تسليمهم للأمن الجنائي والنيابة العامة، مشيرًا إلى متابعة مستمرة من قبل الجامعة بالتنسيق مع وزارتي التعليم العالي والداخلية.

وشدد في ختام حديثه على أن إدارة الجامعة تطالب بتطبيق أقصى العقوبات القانونية بحق الجناة، لتكون عبرة ورادعًا لكل من تسوّل له نفسه تهديد أمن الجامعة وحرمة مؤسساتها الأكاديمية.

يأتي هذا على إثر حادثة الاعتداء التي استهدفت الدكتور علي اللحام، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، داخل مكتبه في الحرم الجامعي، عندما اقتحم مسلحون المكان محاولين اغتياله مستخدمين أسلحة رشاشة وقنبلة يدوية لم تنفجر، ما حال دون وقوع إصابات بين الحاضرين.

وقد نظم أعضاء في الهيئة التدريسية وطلاب الكلية وقفة تضامنية صامتة عبّروا خلالها عن رفضهم المطلق للعنف، وتمسّكهم بقيم الاحترام وهيبة الجامعة، مؤكدين أن جامعة دمشق ستبقى منارة للعلم والأخلاق.

من جانبه، عبّر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مروان الحلبي، عن أسفه العميق للحادثة، مؤكدًا أنها لا تمت بصلة إلى القيم الأكاديمية والإنسانية، مشيرًا إلى أنه يتابع شخصيًا مجريات التحقيق بالتنسيق مع الجهات المختصة، ومشددًا على عدم السماح بأي شكل من الأشكال بالمساس بحرمة الجامعات أو أمن كوادرها.

مشاركة المقال: