أعلنت فرقة "الأخوين ملص" أنها ستعاود تقديم مسرحية "كل عار وأنتم بخير" في مدينة طرطوس يوم الأربعاء، وذلك بعد قرار إيقاف تلقته من مسؤول في وزارة الثقافة السورية، وفقًا لما صرحت به الفرقة لعنب بلدي اليوم الثلاثاء 12 آب. وقد أثار إعلان الفرقة عن إيقاف وزارة الثقافة السورية لعرضها المسرحي، بسبب انتقاد الأخوين للحكومة السورية عبر منشور على "فيسبوك"، جدلاً واسعًا في الأوساط الثقافية والجمهور يوم الاثنين 11 آب.
وزارة الثقافة ردت في بيان لها مساء الاثنين، مؤكدة أن إيقاف العرض كان نتيجة سوء فهم من أحد العاملين، وليس قرارًا من الوزارة أو توجهًا أو موقفًا منها، وأن الوزارة ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة. وأشارت إلى أنها تواصلت مع "الأخوين ملص" وأبلغتهم بعدم صدور أي قرار بمنع العروض المسرحية، وأنه بإمكانهم إجراء العروض كما هو متفق عليه سابقًا.
تباين سبب الإيقاف
أكدت فرقة "الأخوين ملص" لعنب بلدي أنها تتحفظ على ما ورد في بيان الوزارة حول سبب إيقاف العرض، لأن الشخص الذي تواصل مع الفرقة أكد أن قرار التوقيف جاء بسبب منشور على "فيسبوك"، وهو شخص "ذو مكانة في الوزارة وفي مكان صنع القرار"، وكان على تواصل مباشر مع الفرقة منذ انطلاق جولتها المسرحية. وأوضحت الفرقة أنها ستستمر في عروضها المتفق عليها مع الوزارة في مدينتي طرطوس وحمص، وبعدها سيستمر تقديم العرض في "مسرح الغرفة" وفي المقاهي والمسارح الخاصة، وعلى نفقة الفرقة الشخصية.
ما المنشور الذي تسبب بالإيقاف
ورد في منشور لفرقة "الأخوين ملص" على فيسبوك، يوم 10 آب، أنه إذا استمرت المجازر والانتهاكات، ستعود هتافات 2011 قريبًا، وذلك ليس بسبب تشبيهها بحكومة نظام الأسد البائد، بل لعدم قبولهما الظلم لأي سوري، وعدم تبريرهما القتل. وأوضحا أن هذه تعاليم ثورة 2011، معتبرين أن الحكومة السورية الجديدة بدأت تخيب الآمال.
الأخوين ملص ينتقدان الحكومة السورية بسبب استمرار المجازر – 10 آب 2025 (الأخوين ملص)
ما رد الوزارة؟
نفت وزارة الثقافة السورية لعنب بلدي رواية فرقة "الأخوين ملص"، وأكدت أن إيقاف العرض بسبب خلل إداري، والعمل جار على معالجته، ولا علاقة لـ "منشور الأخوين" بالأمر. وشرحت الوزارة أنه حصل سوء فهم إثر خلل إداري بأحد المراكز الثقافية في مدينة طرطوس المقرر عرض المسرحية فيه، فالفرقة حمّلت الموضوع اتجاهًا آخر، بسبب نشرهما منشورًا سابقًا يحمل نقدًا للحكومة.
واعتبرت الوزارة أن النقد الموجه هو أمر إيجابي للحكومة ويصب في مصلحتها، ولا يبنى عليه إيقاف لعرض مسرحي، كاشفة أنها تواصلت مساء الأمس مع "الأخوين ملص" وأوضحت لهما تفاصيل الحدث وإمكانية استئناف العرض. وأشارت الوزارة إلى حرصها الدائم على دعم الحركة المسرحية السورية، واحتضان المواهب والخبرات الفنية، وتوفير كل الإمكانيات لتطوير الإبداع المسرحي في مختلف المحافظات.
وجددت التزامها الكامل بمبدأ حرية التعبير الفني، وإيمانها بأن المسرح هو منبر حضاري يعكس نبض المجتمع ويعزز الحوار الثقافي البناء، حسبما ورد في بيانها. وأبدت الوزارة استعدادها الدائم للتواصل مع جميع الفرق المسرحية وكل الأشخاص المهتمين بالعروض الثقافية، وتذليل أي عقبات قد تعترض عملهم، بما يضمن استمرار النشاط الثقافي في أجواء من الاحترام والتعاون.
وقالت إنها تعتز بكل فنان وفنانة، وتعتبر المسرح شريكًا أساسيًا في بناء الوعي الثقافي والوطني، متبنية دعمها الكامل لحرية الرأي والتعبير.
ما المسرحية؟
تدور أحداث مسرحية "كل عار وأنتم بخير" بين شخصيتين متناقضتين، هما المثقف المسن والعسكري الذي يتمتع بحس الفكاهة، في زمن غير محدد، ما يمنحها بعدًا يجوز إسقاطه على أي مرحلة في سوريا، سواء الحالية أو السابقة. وتمحورت أحاديثهما حول حياتهما وأحلامهما ومعاناة كل منهما، في جو يسوده الشجار والجدل، نظرًا إلى اختلاف الثقافة والتعليم والبيئة بينهما، وتخلص حواراتهما بخلاصات كوميدية مأساوية. وتم توقيف عرضها ثلاث مرات عبر اتصالات هاتفية شفهية من قبل وزارة الثقافة، كما أُعيد السماح به بالطريقة نفسها، تبعًا للفرقة، دون توضيح الأسباب حينها.
“كل عار وأنتم بخير”.. عرض مسرحي يعيد ألق مسرح “الغرفة”