عنب بلدي – عمر علاء الدين
أثار إلغاء مؤتمر لـ"رابطة العلويين في الولايات المتحدة" في "الكونجرس" الأمريكي، في 13 من أيار الماضي، جدلًا واسعًا حول طبيعة عمل الرابطة وأهدافها والجهات الداعمة لها. الإلغاء جاء بعد سحب عضو في "الكونجرس" رعايته للمؤتمر، ما اضطر الرابطة لعقده بالقرب من مبنى "الكابيتول".
رئيس الرابطة، مرهف إبراهيم، أوضح أن اليوم الأول من المؤتمر عُقد في "الكونجرس" بدعم من بعض أعضائه، بينما نُقل اليوم الثاني إلى فندق قريب "لأسباب لوجستية".
في المقابل، يرى زكي لبابيدي، الرئيس السابق لـ"المجلس السوري- الأمريكي"، أن جهود الجالية السورية في أمريكا أسهمت في رفع الغطاء عن الرابطة وعقد المؤتمر داخل "الكونجرس"، ما أدى إلى إخراج المشاركين من قبل الشرطة. ويعتقد لبابيدي أن الرابطة ممولة من رموز النظام السابق وتدعو لإبقاء العقوبات على سوريا.
ما هي "رابطة العلويين"؟
تأسست الرابطة في 1 شباط الماضي، وتعرّف عن نفسها بأنها تدافع عن حقوق الطائفة العلوية في سوريا. يوضح رئيس الرابطة أن فكرة التأسيس جاءت بعد "موجة طائفية عنيفة" استهدفت العلويين بعد سقوط نظام الأسد.
تضيف الرابطة إلى أهدافها تعريف صانع القرار الأمريكي بحقيقة الطائفة العلوية، ونقل صورة دقيقة عن الانتهاكات التي يتعرض لها العلويون في سوريا، والدفع باتجاه بناء نظام ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الإنسان.
المؤتمر في "الكونجرس" والعقوبات
يقول إبراهيم إن "المؤتمر السوري- الأمريكي من أجل الديمقراطية" عُقد في 12 أيار، وسار اليوم الأول كما هو مخطط له في "الكونجرس". اليوم الثاني نُقل إلى فندق مجاور لإتاحة المجال لعدد أكبر من الحضور.
شارك في المؤتمر شخصيات مثل خطيب بدلة وهيثم مناع وزيد العظم وسمير التقي، بالإضافة إلى ممثلين عن مختلف الطوائف وأكاديميين أمريكيين.
موقف الرابطة من العقوبات، بحسب إبراهيم، يتماشى مع رؤية الحكومة الأمريكية بأن رفع العقوبات سيكون تدريجيًا ومرتبطًا بإصلاحات من قبل سلطة الأمر الواقع.
لبابيدي يرى أن الرابطة تدعو لإبقاء العقوبات، بينما يصفها بأنها "عبارة عن أناس استيقظوا بعد تحرر سوريا"، وأنها لم تكن موجودة عندما كان النظام السوري يبطش بالشعب.
في 13 أيار الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رفع العقوبات عن سوريا.
لبابيدي: لن نسمح بالتأثير على مسار البناء
يعتقد لبابيدي أن الرابطة تستغل الأحداث المؤلمة في الساحل السوري "لإصباغ صورة ظلم تعرضت له الطائفة العلوية"، ويتهمها بتجاهل جرائم النظام السابق.
يؤكد أن المنظمات السورية- الأمريكية لن تسمح للرابطة بالتأثير على مسار بناء دولة حديثة في سوريا.
في بيان، رفضت الرابطة جميع أشكال التعصب والكراهية، بما في ذلك "معاداة السامية"، وأدانت التنظيمات المتطرفة مثل "القاعدة" و"داعش" و"حماس".
لبابيدي يفسر هذا البيان بأنه استغلال لنيل دعم إسرائيلي.
دعم أم رفض للنظام السابق؟
يرى لبابيدي أن الرابطة تفكر بإمكانية العودة لنظام الطاغية، ويتهم أعضاءها بأنهم كانوا يتمتعون بميزات في أثناء حكم النظام.
إبراهيم ينفي ارتباط الرابطة بنظام الأسد، ويؤكد أن النظام ارتكب جرائم فادحة بحق جميع السوريين.
ويضيف أن الرابطة تتعرض لحملة تشويه ممنهجة من قبل جهات تسعى لإلصاق تهم جاهزة بها.
تطلب الرابطة من واشنطن دعم إلغاء الإعلان الدستوري الأخير، وإطلاق مسار عدالة انتقالية شامل، ووقف الانتهاكات الطائفية بحق العلويين، وفتح تحقيق دولي في مجازر الساحل السوري، وتبني رؤية لامركزية ديمقراطية لبناء نظام سياسي سوري جديد.