الأحد, 22 يونيو 2025 12:43 PM

جدل في سوريا: عودة لاعب كرة السلة التركي كمال جنبلاط تثير استياءً بسبب مواقفه

جدل في سوريا: عودة لاعب كرة السلة التركي كمال جنبلاط تثير استياءً بسبب مواقفه

أثار إعلان نادي "الوحدة" الرياضي الدمشقي عن عودة لاعب كرة السلة التركي-السوري، كمال جنبلاط، موجة من الجدل في الأوساط السورية. وكان النادي قد نشر عبر صفحته على "فيسبوك" ترحيبًا باللاعب، مشيرًا إلى مساهمته في فوز الفريق بلقبه الحادي عشر في بطولة كرة السلة العام الماضي.

إدارة النادي أغلقت التعليقات على المنشور، مما يشير إلى تلقيها تعليقات غاضبة وحذفها، وهو ما يظهر من خلال تفاعل "أغضبني" على المنشور.

رد وزارة الرياضة

استجابت وزارة الرياضة والشباب سريعًا بإصدار بيان في 20 حزيران، أعلنت فيه تجميد مشاركة اللاعب كمال جنبلاط، والتحقيق في الادعاءات المتعلقة به، بالإضافة إلى اللاعب علاء النائب المشارك في بطولة كمال الأجسام. وأكدت الوزارة أن نادي "الوحدة" أبدى تجاوبًا واستعدادًا لأي قرار يصدر في هذا الشأن، انطلاقًا من "الإحساس العالي بالمسؤولية الوطنية"، على حد وصفها.

حتى وقت كتابة هذا التقرير، لم تتطرق إدارة النادي إلى الجدل الدائر حول إعلانها على حساباتها الرسمية. وذكر المتحدث باسم الوزارة، مجد الحاج أحمد، في البيان أن "دماء شهدائنا ومعاناة شعبنا وتضحيات المهجرين هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو التساهل فيه، وهي أساس في تقييم أهلية أي شخص لتمثيل الرياضة السورية أو الانخراط في مؤسساتها".

وأوضح أن الوزارة، على الرغم من التحديات التي تواجهها في بناء قطاع رياضي "وطني حر ونزيه"، لا تستبعد تسلل بعض الحالات غير المؤهلة إلى المفاصل الرياضية، لكنها تؤكد التزامها بالمتابعة والمحاسبة، وعدم التهاون مع أي انتهاك يمس "تضحيات السوريين أو يخالف ثوابتهم الوطنية".

من هو كمال جنبلاط؟

كمال جنبلاط/ جونبلاط "kemal canbolat" هو لاعب تركي من ولاية هاطاي جنوبي تركيا، المتاخمة لسوريا. لعب مع المنتخب السوري بعد حصوله على الجنسية السورية عام 2020، بالإضافة إلى نادي "الوحدة" في دمشق. وفي تركيا، لعب في عدة نوادٍ، آخرها نادي "إسكي شهير" الرياضي قبل انتقاله إلى سوريا. ولد عام 1994 ويبلغ طوله 2.11 متر.

سبب الجدل

يمتلك اللاعب كمال جنبلاط سجلًا حافلًا بالمواقف المثيرة للجدل خلال مسيرته الرياضية في سوريا، أبرزها دعمه للنظام السوري السابق، والرئيس المخلوع بشار الأسد، بالإضافة إلى مواقف عنصرية تجاه السوريين المقيمين في تركيا. وكان جنبلاط من أبرز الداعمين لمسار التطبيع التركي مع النظام السوري، ودعا الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان إلى المصالحة مع الأسد في أكثر من مناسبة. كما روج لعودة السوريين إلى بلدهم خلال عهد النظام السابق، معتبرًا أن الحياة في سوريا طبيعية. ونشر تغريدة تضمنت تسجيلًا مصورًا لإحدى المباريات في مدينة حلب، قائلًا: "أنا هنا في الملعب بحضور 15 ألف متفرج جاءوا لتشجيع فريقهم"، متسائلًا بتهكم: "أين الحرب؟".

المنصات

يمتلك كمال جنبلاط حسابًا على "فيسبوك" وآخر على "إكس". بينما كان حسابه على "إكس" مخصصًا لآرائه السياسية، كانت منصة "فيسبوك" موجهة إلى السوريين أكثر، باعتبارها أكثر انتشارًا في أوساطهم. وينشر جنبلاط على "فيسبوك" منشورات باللغات العربية والإنجليزية والتركية، بينما يقتصر نشره في "إكس" على التركية.

كمال جنبلاط، صاحب الشنبات المميزة، يخفي خلفها بعدًا قوميًا متعصبًا لعرقه التركي، بحسب ما رصدته عنب بلدي. وينتمي جنبلاط إلى التيار القومي "الكمالي" المتشدد، ويشارك في مظاهرات هذا التيار ومسيراته وفعالياته، ويدعم أحزابًا قومية متطرفة، أبرزها حزب "النصر" ورئيسه أوميت أوزداغ. أوزداغ هو من أبرز السياسيين الذين يحرضون على السوريين في تركيا، وقد اعتقل في كانون الثاني الماضي بتهمة "التحريض على الكراهية والعداء"، وأخلي سبيله في 17 حزيران الحالي. واعتبر جنبلاط أن فرح السوريين باعتقال أوزداغ سبب كافٍ للوقوف إلى جانبه.

إلى جانب أوزداغ، يدعم جنبلاط سياسيين وأحزاب متطرفة أخرى، منها السياسية إيلاي أكسوي عضو حزب "الديمقراطية" والسياسي السوري-التركي دنيز بستاني. ولا يخفي جنبلاط مواقفه العنصرية تجاه السوريين في تركيا، ويدعو باستمرار إلى ترحيلهم، قبل سقوط النظام وبعده. وحملت بعض منشوراته التحريضية طابعًا تهكميًا لا يخلو من استهزاء بالسوريين، مما دفع إعلاميين موالين للنظام السابق إلى المطالبة بسحب الجنسية منه. الإعلامي شادي حلوة، والعضو السابق لمجلس نادي "الأهلي الحلبي/ الاتحاد"، نشر عبر حسابه في "فيسبوك" مطالبًا رئيس شعبة المخابرات العامة والجهات المعنية بسحب الجنسية، معتبرًا أن جنبلاط استهزأ بالسوريين في تركيا والجنسية السورية، إذ أعرب عن ولائه لتركيا، معتبرًا أن الجواز السوري هو لممارسة الرياضة فقط.

بعد سقوط النظام

نشر اللاعب جنبلاط في يوم سقوط النظام السابق، 8 كانون الأول 2024: "أتمنى لسوريا تعيش فيها جميع الأديان والمذاهب في سلام، ولا يجوع الناس، وتسود العدالة. الله يساعد الشعب السوري المضطهد"، ما اعتبره البعض عدولًا عن مواقفه السابقة. وفي 11 كانون الأول 2024، قال جنبلاط في مقابلة مع قناة "ODA" إنه لا يعلم ما إذا كانت الرياضة ستستمر في سوريا وأن هناك شكوكًا حول النظام الجديد، معتبرًا أن حياته الرياضية في سوريا انتهت بالنسبة له. وأضاف أنه لا يخطط للاستمرار في سوريا، مشككًا بقدرة "هيئة تحرير الشام" (نواة السلطة في سوريا الآن) على تهيئة بيئة مناسبة للرياضة والحياة الاجتماعية، واعتبرهم "أشخاص ذوو عقلية جهادية إسلامية متطرفة". وربط جنبلاط عملية إسقاط النظام السابق بعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين" (حماس) في 7 تشرين الثاني 2023، معتبرًا أن إسرائيل نصبت فخًا، نافيًا إسقاط النظام عبر انتفاضة شعبية ثورية.

مشاركة المقال: