اهتزت الأوساط التونسية لجريمة بشعة، حيث فقدت امرأة تونسية بصرها بالكامل بعد أن قام زوجها باقتلاع عينيها بناءً على طلب من مشعوذ زعم وجود كنز مدفون تحت منزلها.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية تفاصيل الجريمة المروعة التي وقعت في معتمدية السبيخة بولاية القيروان وسط تونس، والتي ارتكبت بدافع البحث عن كنز مزعوم. وتعتبر هذه الجريمة الأحدث في سلسلة جرائم الشعوذة التي انتشرت في تونس خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من الحملات الأمنية ضد مدعي التنجيم والسحر وعلاج الأمراض المستعصية.
وفي تفاصيل الحادثة، ادعى المشعوذ، الذي قدم من العاصمة إلى القيروان مع أفراد من عائلة الجاني، أن هناك لعنة تمنع العثور على الكنز، وتتطلب تقديم عينين كقربان لفك اللعنة. وروى والد الضحية لإذاعة جوهرة الخاصة أن ابنته (29 عاماً) امتنعت عن تنفيذ طلب الزوج، فقام باستدراجها إلى البيت للمصالحة، وبعد وجبة العشاء، اعتدى عليها واقتلع عينيها بالقوة باستخدام شوكة الطعام، ثم حملهما في كيس بلاستيكي إلى المشعوذ، وترك زوجته غارقة في الدماء.
وتخضع الضحية للعلاج في مستشفى جامعي بولاية سوسة بعد تعرضها لنزيف حاد، وقد فقدت بصرها وتعاني من كسر في الرقبة ومن حالة انهيار نفسي. وألقت قوات الأمن القبض على الزوج الذي اعترف بجريمته، وفقاً لما نقلته الإذاعة.
وعلى الرغم من انتشار جرائم الشعوذة في تونس، فإن القوانين لا تتضمن تجريماً صريحاً لها بالاسم. وتوجد عقوبات في المجلة الجزائية تطالها تحت بند التحيل والنصب، تتضمن السجن لمدة خمس سنوات وغرامة مالية بنحو 800 دولار أمريكي. ولا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد ممارسي الشعوذة في تونس، لكن دراسة نشرت قبل عقد تشير إلى وجود ما يقارب 145 ألف مشعوذ.
ومنذ أبريل/نيسان الماضي، أحال نواب في البرلمان مقترحاً لمشروع قانون يجرم السحر والشعوذة على لجنة التشريع، لكن لم يتم مناقشته بعد. د ب أ