السبت, 13 سبتمبر 2025 04:09 PM

جريمة تهز سوريا: اغتصاب روان يشعل الغضب والمطالبة بالعدالة

جريمة تهز سوريا: اغتصاب روان يشعل الغضب والمطالبة بالعدالة

لم تعد قضية الشابة روان، من ريف حماة، مجرد حادثة عابرة، بل أصبحت وجعاً إنسانياً عميقاً يلامس قلوب السوريين. فبعد تعرضها للاغتصاب الجماعي قبل أيام، انتشرت قصتها كالنار في الهشيم، وأثارت موجة من التضامن والمطالبات بالكشف عن هوية المجرمين وتحقيق العدالة الناجزة لها، باعتبارها ابنة لكل بيت سوري يشعر بالخطر والغضب.

انتشرت قصة "روان" عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس الماضي. وبحسب المعلومات المتوفرة، تعرضت الشابة العشرينية للاغتصاب من قبل ثلاثة أشخاص، بينما كانت في طريقها على دراجتها الهوائية من منزلها في قرية "حورات عمورين" إلى مكان عملها في محل للحلويات بمدينة سلحب. ووفقاً لما تم تداوله، عثر مجموعة من البدو السوريين على الشابة وهي في حالة يرثى لها، فقاموا بتقديم المساعدة ومنحها ملابس وإيصالها إلى منزل ذويها. ومنذ ذلك الحين، تتلقى الشابة العلاج في المشفى، حيث تعاني من وضع نفسي وجسدي سيء.

أثارت الجريمة ردود فعل غاضبة واستنكاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصاعدت المطالبات بالإسراع في الكشف عن المجرمين وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل. فالعدالة هي السبيل الوحيد لإنصاف الضحية وردع الجناة، ومنع تحول مثل هذه الحوادث إلى شرخ اجتماعي يهدد السلم الأهلي في مجتمع يتوق إلى الأمان بعد سنوات طويلة من العنف.

نُقل بيان صادر عن أهالي قرية "حورات عمورين" جاء فيه: «نحن أهالي قرية حورات عمورين عموما وأعمام الفتاة المغتصبة نستنكر هذه الجريمة البشعة التي تتنافى مع القيم الإنسانية والأعراف والتقاليد والأديان والتي تأبى الوحوش أن تفعلها نتوجه الى الجهات المعنية بالتحقيق والبحث والكشف عن الفاعلين بأسرع وقت ممكن من أجل أن ينالوا جزاءهم العادل كي لا تتكرر هذه الجريمة مع فتاة آخرى».

كما طالب الأهالي جميع الصفحات والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي بعدم اتهام أي قرية بالاسم، نظراً لأن هوية الفاعلين لا تزال مجهولة.

مطالب بوقف التحريض

من جهتها، صرحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، "هند قبوات"، عبر صفحتها على الفيسبوك، أنها تواصلت مع ذوي الشابة الضحية وحملت منهم رسالة تتضمن المطالبة بوقف التحريض والشحن الطائفي، وعدم شيطنة الآخر، ودعوا إلى التكاتف ضد أي فعل إجرامي يهدد "بناتنا وأهلنا" على حد تعبيرها.

وأكدت أنها تتابع القضية بشكل مباشر مع وزارة الداخلية والأوقاف، وأضافت: «لنجعل موقفنا واضحًا: لا مكان لمثل هذه الجرائم بيننا، والعدالة يجب أن تأخذ مجراها، روان ابنتنا جميعا».

في المقابل، لم تنشر وزارة الداخلية عبر صفحتها على الفيسبوك أي تفاصيل حول الجريمة التي هزت الرأي العام السوري. بينما نقلت وكالة سانا عن مدير الأمن الداخلي في سهل الغاب "خالد مردغاني" قوله إنه وبحسب التحقيقات الأولية تعرضت الفتاة للخطف من قبل شخصين يستقلان دراجة نارية بين قرية الحورات ومدينة سلحب حيث قاما باقتيادها الى أرض زراعية والاعتداء عليها.

وأضاف أن «التحقيقات ماتزال جارية "بشكل مكثف" للوصول إلى المتورطين في هذه الجريمة النكراء، ومحاسبتهم وفق القوانين العادلة والرادعة لأمثالهما».

يذكر أن الشابة هي المعيلة الوحيدة لأسرتها المؤلفة من أم وشقيق من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد وفاة والدها.

تبقى قضية روان جرس إنذار يذكر بأن أمن الفتيات وكرامتهن ليس شأناً فردياً، بل مسؤولية مجتمع بأكمله ودولة مطالبة بإثبات قدرتها على حماية أبنائها. فالجريمة التي استباحت جسد ابنة في العشرين من عمرها، لا يجب أن تتحول إلى رقم جديد في سجل الانتهاكات، بل إلى لحظة فاصلة تفرض عدالة واضحة، وموقفاً واحداً ضد كل ما يهدد السلم الأهلي وحق النساء في العيش بأمان. إنصاف روان اليوم هو دفاع عن مستقبل بلد لا يحتمل المزيد من الجراح.

مشاركة المقال: