أكد مدير الاقتصاد الزراعي في وزارة الزراعة الدكتور سعيد ابراهيم أن سوريا واجهت موجة جفاف شديدة خلال الموسم الزراعي الحالي، لم تشهد البلاد مثيلاً لها منذ عام 1958. وقد أثر هذا الجفاف بشكل كبير على الزراعات البعلية والمحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح. كما تفاقمت الأوضاع بسبب العواصف الغبارية التي ضربت المناطق الشرقية والبادية في شهر نيسان الماضي.
وأشار مدير الاقتصاد الزراعي إلى انخفاض حاد في معدلات الهطل المطري في جميع المناطق والمحافظات، حيث تجاوز الانخفاض المعدل السنوي بشكل كبير، خاصة في بداية الموسم الزراعي. وقد أدى هذا التذبذب في كمية وتوزيع الأمطار إلى تحويل معظم مناطق الاستقرار الزراعي في سوريا إلى أراض قاحلة أو شبه قاحلة، حيث انخفض معدل الهطل في أكثر من 90% من الأراضي إلى أقل من 350 ملم.
كما لفت ابراهيم إلى انخفاض مخزون المياه بنسبة تتجاوز 60% مقارنة بالمواسم السابقة، وانخفاض المخزون المائي للسدود لشهر آذار 2025 مقارنة بعامي 2023 و 2024، بالإضافة إلى تراجع حاد في مستوى المياه الجوفية، حيث فقدت بعض المناطق أكثر من 70% من مخزونها خلال الأعوام الأخيرة. ونتيجة لذلك، وصلت نسبة التصحر والجفاف إلى أكثر من 50% في بعض المناطق الزراعية الحساسة.
وأوضح مدير الاقتصاد الزراعي أن هذا الانخفاض في كميات المياه استدعى التخطيط لتقليل المساحات المزروعة خلال الموسم الصيفي القادم. وأكد أن الجفاف يؤثر بشكل مباشر على حياة أكثر من 4 ملايين مواطن، مما سيكون له انعكاسات سلبية كبيرة على الموسم الحالي وآثار اقتصادية واجتماعية وخيمة.
وختم ابراهيم بالإشارة إلى أن الموسم الزراعي في سوريا يمر بمرحلتين من الجفاف: مرحلة الإنذار في بعض المناطق بسبب قلة الهطل المطري التي تتراوح بين 25% و 50% من المعدل العام، ومرحلة الطوارئ في مناطق أخرى حيث يقل الهطل المطري عن 50% من المعدل العام.
