الثلاثاء, 13 مايو 2025 07:02 PM

جفاف نبع الفيجة يهدد دمشق بتقنين المياه: هل يواجه السوريون أزمة مياه حادة؟

جفاف نبع الفيجة يهدد دمشق بتقنين المياه: هل يواجه السوريون أزمة مياه حادة؟

مع تفاقم أزمة الجفاف التي تضرب نبع الفيجة، المصدر الرئيسي لمياه دمشق، تبحث مؤسسة المياه عن حلول طارئة لتعويض النقص الحاد في الوارد المائي. يأتي هذا في ظل تراجع كبير في الهطولات المطرية، مما ينذر بصيف قاس على سكان العاصمة.

أكد مدير مؤسسة المياه، "أحمد درويش"، خلال اجتماع مع المسؤولين، على جاهزية المؤسسة للتعامل مع الظروف الراهنة، مشيراً إلى خطة طوارئ تهدف إلى تعويض النقص في مياه نبع الفيجة، الذي يغذي دمشق بنحو 70% من احتياجاتها المائية. وأوضحت صفحة المؤسسة على فيسبوك أن حجم الجفاف الذي يشهده النبع غير مسبوق.

المهندس المسؤول عن حرم النبع كشف أن غزارة النبع انخفضت إلى 3 أمتار مكعبة في الثانية، بعد أن كانت تصل إلى 10 أمتار مكعبة في الثانية في الظروف العادية، وأحياناً إلى 7 أمتار مكعبة في أوقات الجفاف. هذا الانخفاض يمثل 50% فقط من احتياجات دمشق المائية.

زيارة لجمعية أصدقاء دمشق إلى النبع في 10 أيار الجاري سلطت الضوء على خطورة الوضع، وأكدت على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لمواجهة هذه الأزمة المتفاقمة.

وفي تصريح لموقع تلفزيون سوريا، أوضح "درويش" أن نسبة الأمطار هذا العام لم تتجاوز 33% من المعدل السنوي، مما سيؤدي إلى نقص حاد في كميات المياه القادمة من النبع. وأضاف أن دمشق ستواجه نقصاً ملحوظاً في إمدادات المياه.

وأشار إلى أن النبع كان يفيض في الربيع، مما يكفي لتأمين مياه دمشق وريفها دون الحاجة إلى مصادر أخرى، لكن هذا العام، وبسبب ضعف الهطولات، لا تزال المؤسسة تعتمد على جميع الآبار المتاحة، مما ينذر بانخفاض منسوب المياه في أحواض دمشق والفيجة والمناطق المحيطة.

ولتعويض النقص، تعمل المؤسسة على تشغيل أكبر عدد ممكن من الآبار المتوقفة، بالتعاون مع جهات داعمة. ومع ذلك، أكد "درويش" أن التعويض لن يكون كاملاً، وسيتم اعتماد جدول جديد لتوزيع المياه في دمشق وريفها، مع تقنين مرحلي لضمان وصول المياه إلى الجميع بكميات أقل.

ودعا "درويش" إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك وتجنب هدر المياه، لضمان تأمين كميات كافية وجودة مناسبة لجميع المواطنين.

في ظل هذا الوضع المقلق، تتجه دمشق نحو صيف مائي صعب، يتطلب تضافر الجهود وإدارة مستدامة للموارد المائية، وترشيد الاستهلاك، لتجنب أزمة تتجاوز الانقطاعات اليومية وتهدد الأمن المائي للعاصمة.

يذكر أن تقريراً صدر عام 2021 أشار إلى أن سوريا تعاني نقصاً في مياه الشرب بنسبة 40% مقارنة بما كانت عليه قبل 10 سنوات، وأن 50% فقط من أنظمة المياه والصرف الصحي تعمل بشكل صحيح في البلاد.

مشاركة المقال: