الإثنين, 12 مايو 2025 08:24 PM

جفاف يضرب ريف دمشق: أزمة مياه حادة تهدد حياة السكان وتفاقم المعاناة اليومية

جفاف يضرب ريف دمشق: أزمة مياه حادة تهدد حياة السكان وتفاقم المعاناة اليومية

تشهد مناطق عدة في ريف دمشق أزمة مياه حادة وغير مسبوقة، نتيجة انخفاض منسوب المياه الجوفية وتوقف عدد من الآبار عن العمل، ما انعكس بشكل مباشر على حياة الأهالي اليومية، وسط غياب حلول عاجلة لتدارك الموقف.

في مدينة التل بريف دمشق، ارتفعت شكاوى الأهالي خلال الأسابيع الماضية بسبب انقطاع المياه لعدة أيام وصعوبة الاعتماد على مياه الصهاريج بسبب لارتفاع تكاليفها. تقول لمياء المحمود، وهي من سكان مدينة التل: "نقضي ساعات في انتظار تعبئة الغالونات، وأحيانًا نضطر لشراء المياه بأسعار مرتفعة من الصهاريج الخاصة. لم تعد مياه الشرب فقط هي المشكلة، حتى الاستخدام اليومي أصبح مرهقًا للغاية، خصوصًا في المنازل التي تضم أطفالًا وكبار سن".

وبرر المكتب الإعلامي في مدينة التل الأزمة بخروج ستة آبار رئيسية عن الخدمة مؤخرًا بسبب الجفاف، إضافة إلى تراجع واضح في غزارة نبع الفيجة، الذي يُعد أحد أهم مصادر المياه المغذية للمنطقة، مشيرًا إلى أن هذا الانخفاض في المنسوب أدى إلى تراجع حاد في كميات المياه الواصلة للمنازل، وزيادة الضغط على السكان.

وأوضح المصدر أن الجهات المعنية تدرس إمكانية حفر آبار بديلة في المنطقة لتعويض النقص، إلا أن ذلك يتطلب وقتًا وإجراءات فنية معقدة، ما يعني استمرار معاناة السكان في الفترة المقبلة.

وتحذر الأهالي من تفاقم الأزمة في حال استمرار شحّ الأمطار وغياب الحلول الجذرية، مطالبين الجهات المعنية بالتحرك السريع لتأمين مصادر بديلة وإنشاء خطط استجابة للطوارئ، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يضاعف من احتياجات المياه.

ويعكس ما تعانيه مدينة التل صورة مصغرة عن أزمة المياه الأوسع في سوريا، التي باتت واحدة من الدول الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي في المنطقة. وتشير تقارير أممية إلى أن نحو نصف سكان سوريا يواجهون صعوبات في الوصول إلى مياه نظيفة وآمنة، بسبب تضرر البنية التحتية، وتراجع الموارد الطبيعية، والنمو السكاني، إلى جانب الجفاف المتكرر الذي ضرب معظم المحافظات خلال السنوات الأخيرة.

يؤدي استمرار تراجع المياه الجوفية دون تخطيط مستدام إلى أزمات بيئية وصحية واجتماعية أعمق، ما يتطلب استجابة حكومية عاجلة واستثمارات طويلة الأمد في إدارة الموارد المائية.

مشاركة المقال: