تواصل جمعية أنيس سعادة في طرطوس جهودها لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي الشامل للأطفال واليافعين والنساء وكبار السن في سبع مناطق مختلفة من المحافظة، وذلك في إطار سعيها الدؤوب لتعزيز الحماية والتمكين المجتمعي.
أوضحت ألين إبراهيم، المسؤولة الإعلامية في جمعية أنيس سعادة الملائكية، في تصريح لمنصة إعلامية، أن الجمعية تأسست في عام 2002 بهدف التخفيف من معاناة أسر الأطفال ذوي الإعاقة في المنطقة، وذلك من خلال توفير الرعاية والتعليم والخدمات الصحية والاجتماعية اللازمة لهم بشكل مجاني، في بيئة آمنة ومحبة في قرية كفرون سعادة.
وأضافت أن الجمعية تستهدف الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم في منطقة كفرون سعادة والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى المرضى المحتاجين إلى العلاج الفيزيائي من مختلف الفئات العمرية. كما تشمل خدماتها، عبر مشروع "أمل"، الأطفال واليافعين والشباب وذويهم في عدة مناطق من محافظة طرطوس، وهي: طرطوس، الدريكيش، صافيتا، مشتى الحلو، الشيخ بدر، بانياس، ورأس الشغري.
وفيما يتعلق بآلية تقديم الخدمات، بما في ذلك جلسات العلاج الفيزيائي للمرضى والفئات المستفيدة منها، أشارت ألين إلى أن الجمعية تقدم، منذ عام 2014، جلسات علاج فيزيائي مجانية في مركز متخصص ضمن مقرها، بالإضافة إلى مركز في مدينة الدريكيش بدأ عمله في عام 2024، وذلك بإشراف كوادر متخصصة. وتستفيد من هذه الخدمة جميع الفئات المحتاجة إلى العلاج الفيزيائي في المنطقة دون تمييز، حيث تجاوز عدد الجلسات المقدمة 16 ألف جلسة مجانية حتى الآن، ومن المتوقع أن يتجاوز العدد 19 ألف جلسة مع نهاية عام 2025، وفقًا لتقديراتها.
ومن بين المشاريع التي تعمل عليها الجمعية، مشروع "أمل" الذي أطلقته بالتعاون مع اليونيسف، ويهدف إلى توفير مساحات صديقة وآمنة للأطفال واليافعين والشباب وذويهم، ويتضمن عدة برامج، منها:
- برنامج حماية الطفل: يشمل الدعم النفسي والاجتماعي، والتوعية بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، وبرامج الرعاية الوالدية، والتوعية بمخلفات الحرب، والتواصل لتعديل السلوك.
- برنامج نماء ومشاركة اليافعين والشباب: يضم تدريب مهارات الحياة والتدريب المهني لتمكين الشباب، إضافة إلى الأنشطة الرياضية والمبادرات الشبابية التي تعزز روح المشاركة والعمل الجماعي.
كما تشمل المشاريع مشروع البرنامج النفسي في دعم السيدات والطلاب في مدارس منطقة صافيتا، حيث يساعد برنامج الدعم النفسي الاجتماعي على تنمية شخصية الأطفال واليافعين، وتعزيز قدرتهم على تجاوز التحديات النفسية والاجتماعية. ويقدم أيضًا جلسات توعية ودعم للسيدات وأهالي الطلاب عبر برنامج الرعاية الوالدية، مما يزودهم بمهارات التعامل الإيجابي مع أطفالهم، ويعزز الوعي حول المساواة والنوع الاجتماعي.
وعن المشاريع المستقبلية للجمعية، أوضحت ألين أن الجمعية تعمل على استمرار وتوسيع خدماتها التعليمية والعلاجية للأطفال ذوي الإعاقة، وتطوير برامج مشروع "أمل" بالتعاون مع الشركاء، إلى جانب إطلاق مبادرات جديدة تعزز المشاركة المجتمعية وتنشر قيم التعاون والعمل الإنساني في محافظة طرطوس والمناطق المحيطة. كما تسعى الجمعية إلى إنشاء مركز لرعاية العجزة، استكمالاً لمسيرتها في خدمة الفئات الأكثر حاجة في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، تنظم الجمعية بشكل مستمر جلسات توعية حول سرطان الثدي، وتحتفل بالأيام العالمية على مدار العام، ضمن مشروع حماية الطفل.
وتطرقت ألين إلى أبرز التحديات التي تواجه عمل الجمعية، ومنها: صعوبة المحافظة على مستوى الخدمات المقدمة بنفس الجودة مع زيادة الطلب أو نقص الموارد، وصعوبة وصول بعض الأطفال، وخاصة ذوي الإعاقة، إلى مراكز الجمعية لتلقي الخدمات، مما يحد من استفادتهم الكاملة. وأكدت أن الجمعية تعمل بجهد على تعويض هذه الصعوبات، لكنها ما تزال غير قادرة على الوصول إلى كل الأطفال المستهدفين بالشكل المطلوب.