السبت, 23 أغسطس 2025 12:33 AM

حدائق دمشق تتنفس: ملاذ آمن ومنعش في مواجهة حرارة الصيف

حدائق دمشق تتنفس: ملاذ آمن ومنعش في مواجهة حرارة الصيف

دمشق-سانا: أصبحت الحدائق العامة في دمشق مقصداً رئيسياً للسكان خلال فصل الصيف، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. هذه المساحات الخضراء توفر متنفساً طبيعياً يتيح الراحة والاستجمام، خصوصاً في أوقات الذروة.

جهود ميدانية لتحسين الخدمات وتوسيع المساحات

أوضح المهندس صبري عباس، المشرف على مديرية الحدائق في محافظة دمشق، أن المديرية تقوم بأعمال صيانة يومية للحدائق لتوفير بيئة آمنة ومجانية للزوار. وتشمل هذه الأعمال تحسين الإنارة والمقاعد والمرافق الصحية، خاصة في الحدائق الكبرى مثل تشرين، المدفع، السبكي، والمنشية.

وأضاف عباس أن الجولات الميدانية أظهرت تفاوتاً في أعداد الزوار بين 500 و2500 زائر يومياً، حسب موقع الحديقة وجودة الخدمات فيها. وأشار إلى أن أكثر من 90 بالمئة من سكان دمشق يزورون الحدائق العامة خلال الصيف، حيث تحولت إلى فضاءات مجتمعية مفتوحة تعزز الروابط الاجتماعية، وليست مجرد أماكن ترفيهية.

استجابة لاكتظاظ الصيف.. توسيع وتحديث

ضمن خطة الاستجابة لزيادة عدد الزوار، تعمل المديرية على توسيع بعض الحدائق وإنشاء مرافق إضافية، بالإضافة إلى تنفيذ حملات توعية للحفاظ على النظافة العامة، وفقاً لعباس. كما أشار إلى تحديث أنظمة الري باستخدام تقنيات موفرة للمياه، وتحسين شبكة الإنارة، وصيانة دورات المياه بشكل دوري.

العناية بالغطاء النباتي

فيما يتعلق بالغطاء النباتي، أوضح عباس أن المديرية تعتمد نباتات محلية تتحمل الجفاف، وتزرع أشجار ظل لتقليل التأثيرات المناخية، وتنفذ تقليماً دورياً ورقابة مستمرة على الآفات، إضافة إلى تنظيم حملات تشجير بالشراكة مع المجتمع المحلي.

وأكد عباس أن المديرية تعمل على تنفيذ مشاريع جديدة لزيادة الرقعة الخضراء، بما في ذلك تشجير الشوارع الرئيسية بأشجار ظل، وإعادة تأهيل الحدائق المهجورة مثل حديقة “الطلائع” وغيرها.

آراء الزوار ومقترحاتهم

عبّر عدد من زوار الحدائق عن أهمية هذه المساحات في تحسين جودة الحياة، مطالبين بتحسينات جمالية مثل النوافير والمجسمات الفنية، وتنظيم فعاليات ثقافية وتطوعية.

بينت سارة الخطيب أن ارتفاع درجة الحرارة وساعات تقنين الكهرباء جعل الحديقة التي تجاور منزلها مكاناً مناسباً للتخفيف من هذه الصعوبات. ورغم رضاها عن مستوى النظافة، ترى أن بعض المقاعد بحاجة إلى تجديد، وتقترح إنشاء مكتبة صغيرة لتشجيع القراءة في الهواء الطلق.

وأكد عصام ديوب، الذي يرافق أولاده إلى الحديقة لقضاء وقت ممتع في اللعب والمشي، أن الحديقة تمثل مساحة للراحة النفسية والتخفيف من ضغط العمل، مشيراً إلى أهمية المساحات الخضراء والظل الطبيعي، ودعا إلى زيادة عدد سلال القمامة في جميع المرافق العامة.

واعتبرت الشابة هبة قويدر الحديقة مكاناً مثالياً للراحة في أجواء الطبيعة، مشيرة إلى ضرورة إقامة أنشطة ثقافية واجتماعية ضمن الحدائق، كونها من المرافق العامة الأكثر ارتياداً في فصل الصيف لأنها تناسب الأسر ذات الدخل المحدود.

تأتي أهمية الحدائق العامة في دمشق في ظل التغيرات المناخية الملحوظة، حيث سجلت درجات الحرارة هذا الصيف معدلات غير مسبوقة، مما عزز دور المساحات الخضراء كضرورة بيئية وصحية داخل المدن. ويعد الاهتمام بالحدائق جزءاً من استراتيجية محافظة دمشق للحفاظ على التوازن البيئي وتحسين جودة الحياة الحضرية، خاصة في ظل التوسع العمراني والضغط السكاني المتزايد.

مشاركة المقال: