الجمعة, 7 نوفمبر 2025 09:56 PM

حزب الله يرفض التفاوض وإسرائيل تتوقع رداً عسكرياً وتشن غارات على جنوب لبنان

حزب الله يرفض التفاوض وإسرائيل تتوقع رداً عسكرياً وتشن غارات على جنوب لبنان

بعد أسابيع من الصمت تجاه مقترحات دولية للتفاوض مع إسرائيل، كشف حزب الله عن موقفه في رسالة مفتوحة للرؤساء اللبنانيين والشعب، معتبراً أن لبنان ليس مضطراً للخضوع لابتزاز عدواني أو تفاوض مع العدو الصهيوني، لما فيه من مخاطر على الكيان اللبناني وسيادته. وحذر الحزب من أن أي انزلاق في مفاوضات مطروحة سيعزز مكاسب إسرائيل.

علمت «الأخبار» أن الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري أُبلغوا بالبيان قبل صدوره. وأثار البيان نقاشاً سياسياً حول توقيته ورسائله، خاصةً تأكيد الحزب على التزامه بوقف إطلاق النار وتمسكه بحق مقاومة الاحتلال، معتبراً الدفاع المشروع حقاً ضد عدو يفرض الحرب على لبنان، ومشدداً على ضرورة الاستفادة من أوراق القوة اللبنانية في أي مفاوضات.

عقب البيان، صعّدت إسرائيل من حربها النفسية والعسكرية على الجنوب، وأصدرت إنذارات بالإخلاء في قرى عيتا الجبل والطيبة وطيردبا وزوطر الشرقية وكفردونين، ثم شنت غارات جوية مكثفة، مدعية استهداف بنى تحتية إرهابية ومستودعات أسلحة تابعة لوحدة قوة الرضوان التابعة لحزب الله، زاعمة أن الحزب يحاول إعادة بناء هذه البنى لاستهداف إسرائيل.

وسط حالة من القلق في الجنوب وبيروت، رفض الجيش اللبناني طلب قوات «اليونيفيل» إخلاء ثكنة عسكرية في كفردونين رغم الغارات الإسرائيلية، متهماً إسرائيل بعرقلة انتشار وحداته وفق اتفاق وقف الأعمال العدائية. كما استهدفت مسيرة إسرائيلية منطقة «الدبش» في عيترون.

تزامن العدوان مع جلسة لمجلس الوزراء استمع فيها المجلس إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل حول خطط قواته في جنوب الليطاني. وأكد الرئيس عون أن التفاوض هو الخيار المتاح لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإنهاء الاحتلال، وأن الحرب لن تحقق نتيجة. ووصف عون ما قامت به إسرائيل في جنوب لبنان بأنه «جريمة مكتملة الأركان»، معتبراً أن إسرائيل ترفض أي تسوية تفاوضية.

كشفت مصادر أن مسؤولاً أممياً حذر من أن إسرائيل ستبدأ في تنفيذ استهدافات موجعة على كامل الأراضي اللبنانية إذا لم تقبل الدولة اللبنانية بالتفاوض المباشر مع إسرائيل، واصفاً ذلك بـ«ميني حرب».

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل رصدت نشاطاً كبيراً لحزب الله ومحاولات لإعادة بناء بنيته التحتية وتهريب الصواريخ وتجنيد عناصر جدد، خاصةً في عمق لبنان. وأشارت إلى أن إسرائيل تشن هجمات على حزب الله في القرى الشيعية القريبة من الحدود لمنعه من ترسيخ وجوده، مؤكدة أن الهجمات تهدف إلى نزع سلاح حزب الله.

نقل إعلام العدو عن مصادر في جيش الاحتلال أنه يستعد لاحتمال رد حزب الله، حتى لو استمر القتال لأيام، مشيراً إلى أن الحزب يدرك أن أي حادثة صغيرة ستكلفه ولبنان ثمناً باهظاً. وتقول إسرائيل إن الهجمات في لبنان تُنفذ بالتنسيق مع الأميركيين المتمركزين في قاعدة القيادة الشمالية.

قال قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال إنه يجب مواصلة الهجوم والتدمير لإضعاف حزب الله، وعدم السماح له بترسيخ وجوده. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول عسكري رفيع المستوى قوله إن الهجمات الحالية هي مجرد بروفة، وإذا لم يقم الجيش اللبناني بتفكيك حزب الله، فستهاجم إسرائيل أهداف حزب الله في جميع أنحاء لبنان بدعم من الولايات المتحدة.

بالتوازي مع العدوان الإسرائيلي والضغوط السياسية، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأميركية عقوبات على لبنانيين بتهمة نقل الأموال إلى حزب الله، مدعياً أنهم سهّلوا تحويل عشرات الملايين من الدولارات من إيران إلى حزب الله في عام 2025. وقال وكيل وزارة الخزانة جون ك. هيرلي إن لبنان لديه فرصة ليكون حراً ومزدهراً وآمناً، ولكن لا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا تم نزع سلاح حزب الله بالكامل وقطع تمويل إيران وسيطرتها.

وبحسب القرار، تم فرض عقوبات على أسامة جابر وجعفر محمد قصير وسامر كسبار لتقديمهم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي لحزب الله.

أخبار سوريا الوطن١- الأخبار

مشاركة المقال: