تنطلق في مدينة حلب مساء اليوم حملة مجتمعية واسعة تحت عنوان "لعيونك يا حلب"، بالتزامن مع إعادة افتتاح ساحة سعد الله الجابري بعد انتهاء أعمال الصيانة والتأهيل. وتعتبر الساحة رمزًا بارزًا للمدينة وتحمل مكانة خاصة في قلوب الحلبيين، مما يجعل افتتاحها مناسبة رمزية مهمة تدشن انطلاقة جديدة نحو تحسين الخدمات العامة.
وفي تصريح خاص، أوضح عبد الكريم ليلى، مدير الإعلام في محافظة حلب، أن "الحملة هي مبادرة مجتمعية تهدف إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في مختلف القطاعات، وتفتح الأبواب أمام جميع الفعاليات في حلب للمساهمة في تحسين وتطوير مستوى الخدمات تحت رعاية محافظة حلب".
وأضاف أن "الحملة تهدف إلى تعزيز روح المشاركة والانتماء لدى أهالي حلب، لتكون حلب منطلق النهضة والبناء، كما كانت بداية النصر والتحرير". وأشار إلى أن "حلب التي عانت من التهميش في عهد النظام البائد، والتي تعرض أهلها للقمع والتشديد الأمني، تستعيد عافيتها ونشاطها من خلال هذه الحملات. فبعد الوفاء لحلب الذي أحدث نقلة نوعية في العمل المجتمعي والمبادرة، بدأت اليوم مرحلة جديدة تركز على الإنجاز والاستدامة".
وتمثل الحملة مبادرة مجتمعية بالتنسيق مع محافظة حلب، بمشاركة أطباء وتجار وعاملين في المجال الإنساني، بالإضافة إلى فعاليات مدنية متنوعة، بهدف تحسين الواقع الخدمي والمعيشي في المدينة. وكشف مصدر خاص لموقع سوريا 24 عن تفاصيل الحملة التي تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في مختلف القطاعات، من خلال تعزيز الشراكة بين المجتمع المحلي والمؤسسات الرسمية.
وتهدف المبادرة إلى تطوير البنية التحتية، وتحسين الأمن المجتمعي، والارتقاء بالخدمات العامة والتعليم والصحة، من خلال مجموعة من المشاريع المتكاملة التي ستنفذ تباعًا في أحياء المدينة. وتشمل الحملة أعمالًا واسعة لإعادة تشغيل إنارة الشوارع والأحياء، مما يساهم في تقليل الحوادث وتعزيز الأمان الليلي، بالإضافة إلى ترميم شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتحسين الطرقات والأرصفة في عدد من المناطق الحيوية.
كما تتضمن الحملة تركيب أنظمة مراقبة في الساحات العامة والأسواق والمدارس بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة، إلى جانب مشاريع تُعنى بتحسين المشهد الجمالي للمدينة، وصيانة حدائقها، وإحياء معالمها التراثية التي تضررت خلال سنوات الحرب. وفي مجال الخدمات المجتمعية، ستركز الحملة على دعم المدارس والمراكز الصحية، من خلال حملات تطوعية وتقديم مستلزمات أساسية، إلى جانب أنشطة توعوية تشمل الصحة العامة والبيئة التعليمية.
ويأمل القائمون على الحملة في مشاركة أوسع من الأهالي في مراحلها اللاحقة، من خلال مبادرات تطوعية ومجتمعية تواكب أولويات المدينة، وتساهم في ترسيخ مفهوم المواطنة الفاعلة والانتقال من مرحلة التعافي إلى مرحلة التنمية المستدامة.