الجمعة, 3 أكتوبر 2025 12:10 AM

حلب: مدارس تفتقر للمقاعد وتلاميذ يفترشون الأرض.. والتربية توضح

حلب: مدارس تفتقر للمقاعد وتلاميذ يفترشون الأرض.. والتربية توضح

مع بداية العام الدراسي الجديد، تجددت معاناة المدارس في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، حيث انتشرت صور تظهر تلاميذ يجلسون على الأرض بسبب نقص المقاعد والتجهيزات الأساسية. ورصدت عنب بلدي الوضع في مدرسة "عبد العزيز فارس" بحي الجزماتي، حيث يواجه الطلاب صعوبات بسبب غياب النوافذ في بعض الصفوف، بالإضافة إلى نقص المياه في دورات المياه، وصفوف بلا مقاعد، وتعطل شبكة الصرف الصحي. يعكس هذا الوضع تدهور الخدمات والبنية التحتية في المدرسة، على الرغم من تصريحات مديرية التربية حول تجهيز المدارس قبل بدء العام الدراسي.

صفوف بلا مقاعد

في نهاية أيلول الماضي، انتشرت صور على صفحات محلية لتلاميذ يجلسون على الأرض لعدم وجود مقاعد، مما سلط الضوء مجددًا على التحديات التي تواجه القطاع التعليمي، بالرغم من الوعود الرسمية وأعمال الترميم المستمرة. تعود الصور المتداولة لمدارس في الأحياء الشرقية، مثل مدرسة عبد الحفيظ محفوظ في حي المرجة، ومدرسة ابن النفيس في حي الميسر. تقع هذه المدارس في مناطق شهدت دمارًا كبيرًا خلال الحرب، مما أثر على بنيتها التحتية وخدماتها. أثارت الصور، التي تداولها ناشطون وسكان محليون على وسائل التواصل الاجتماعي، استياءً واسعًا، وحمّل المعلقون الجهات الرسمية مسؤولية الإهمال وعدم الاستعداد للعام الدراسي الجديد، معتبرين أن هذا المشهد يعكس واقع التعليم في المدينة و"إهانة" للعملية التعليمية.

مع بداية كل عام دراسي، يتكرر الجدل حول نقص التجهيزات والمقاعد والقرطاسية، بالإضافة إلى الاكتظاظ في الصفوف. دفعت هذه الضجة الكثيرين للمطالبة بتدخل عاجل من مديرية التربية في حلب لتأمين المقاعد، معتبرين أن التعليم لا يمكن أن يبدأ من الأرض. ومع عودة العديد من العائلات إلى المدينة، ازداد عدد الطلاب المسجلين، مما فاقم الأزمة.

التربية ترد

وفي حديثه لعنب بلدي، أوضح معاون مدير التربية والتعليم في حلب، محمد عبد الرحمن، أن المحافظة تشهد زيادة في أعداد الطلاب العائدين بعد التهجير، مما يعكس رغبة الأهالي في استمرار تعليم أبنائهم. وأشار إلى أن المديرية تبذل جهودًا لمعالجة الكثافة الطلابية عبر حلول سريعة، وتستمر أعمال الترميم في أكثر من 150 مدرسة لتأمين بيئة تعليمية مناسبة. وأكد أن هذه الجهود تمثل أساسًا لبناء مستقبل أفضل للطلاب. وأشار المكتب الصحفي لمديرية التربية لعنب بلدي إلى أن المديرية تعمل حاليًا على تجهيز مقاعد وصيانة أخرى، وهناك توجه لإنشاء مقاعد جديدة ستوزع على المدارس.

إحصائية للترميم

في الوقت الذي أثارت فيه الصور جدلًا واسعًا، أعلنت محافظة حلب عن إعادة افتتاح مدرستين بعد استكمال أعمال الترميم. افتتح محافظ حلب، عزام الغريب، في 1 تشرين الأول الحالي، مدرستي عمر أبو ريشة في حي تل الزرازير وعامر الراوي في حي الإنذارات، برفقة مدير تربية حلب أنس القاسم ورئيس جمعية "مداد المعرفة"، ضمن مبادرة "لعيونك يا حلب". وأكد الغريب أن هذه الخطوة تمثل "استثمارًا في الأجيال القادمة". وشدد على أن قطاع التربية سيبقى أولوية. ورغم أهمية إعادة افتتاح المدارس، يبقى موضوع تأمين المستلزمات الأساسية ملحًا. ومع اقتراب فصل الشتاء، تبرز قضية توفير وسائل التدفئة.

ونشرت محافظة حلب عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، في 1 تشرين الأول الحالي، أرقامًا عن المدارس المدمرة والتي جرى ترميمها. وبحسب البيان، تم ترميم 50 مدرسة منذ سقوط حكم بشار الأسد حتى نهاية أيلول الماضي، في حين لا تزال 140 مدرسة أخرى قيد الترميم. بالمقابل، بلغ عدد المدارس المدمرة بشكل كامل 99 مدرسة، بينما لا تزال 2163 مدرسة متضررة بنسب متفاوتة وتحتاج إلى إصلاح. وأشارت المحافظة إلى أن المدارس التي جرى ترميمها قادرة على استيعاب نحو 30 ألف طالب، وتوقعت أن يعود إلى مقاعد الدراسة خلال العام الحالي ما يزيد على 100 ألف طالب.

مشاركة المقال: