الثلاثاء, 25 نوفمبر 2025 04:34 PM

حلفايا تدعم اللطامنة: حملة أهلية لإزالة آثار الدمار وتعبيد طريق العودة

حلفايا تدعم اللطامنة: حملة أهلية لإزالة آثار الدمار وتعبيد طريق العودة

انطلقت في مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي حملة خدمية تحت اسم "عزّتنا بفزعتنا"، تهدف إلى إزالة الركام وفتح الطرقات في بلدة اللطامنة المجاورة. تأتي هذه المبادرة في ظل الدمار الواسع الذي لحق باللطامنة خلال السنوات الماضية نتيجة العمليات العسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية له.

أوضح أحمد الصيادي، مدير منطقة محردة، أن الحملة بدأت بمشاركة 28 آلية من مدينة حلفايا، تشمل تركسات وقلابات ومعدات فنية. وأضاف أن الهدف هو إزالة نحو 20 ألف متر مكعب من الأنقاض من أصل ما يُقدّر بـ 300 ألف متر مكعب، وذلك ضمن خطة لتسهيل الحركة داخل البلدة وتشجيع الأهالي على العودة إلى منازلهم.

لجنة أهلية: فزعة محبة ووفاء

من جهته، وصف منذر سويدان، عضو اللجنة الخدمية في حلفايا، المبادرة بأنها "من أبناء المدينة لأهالي بلدة اللطامنة، وفاءً لتضحياتهم خلال سنوات الثورة". وأشار إلى أنه تم التنسيق مع أصحاب المعدات قبل أيام، مؤكدًا أن هذه الحملة تُعدّ الأولى من نوعها على مستوى المنطقة. ورغم إدراكه أنها لن تزيل كل الركام، إلا أنه أكد أنها تحمل رسالة تضامن حقيقية وتعزز روح التكاتف بين أهالي المنطقتين.

اللطامنة: دمار واسع وآمال معلّقة

في المقابل، أعرب عدد من أهالي اللطامنة عن امتنانهم للمبادرة، رغم قساوة المشهد والدمار الكبير الذي خلّفته الغارات الجوية. وقال محمود العبد الله، من أبناء البلدة: "نشكر أهالي حلفايا على هذه الوقفة الأخوية، التي تعبّر عن وحدة المصير بين البلدتين".

أما أمجد القاسم، أحد العائدين إلى اللطامنة بعد نزوح دام أكثر من 13 عامًا، فقال: "البلدة تعرّضت لدمار شبه كامل وتعاني من كارثة خدمية بكل المقاييس". وأضاف أن "هذه المبادرة تحمل قيمة معنوية كبيرة قبل أن تكون مادية، لأنها تعيد روابط الود بين الجيران، وتفتح بابًا للأمل"، متمنيًا أن تتكرّر مثل هذه الفزعات في باقي المناطق المتضررة.

بصمة مجتمعية تحت الركام

رغم قسوة الواقع، تُعدّ المبادرات الأهلية مثل "عزتنا بفزعتنا" شاهدًا حيًا على بقاء روح التكاتف والتضامن في وجه الدمار والإهمال. وبين الجرافات والأيادي المتطوعة، تُكتب فصول من المسؤولية المجتمعية، وتُرسم ملامح أمل جديد، ولو كانت البداية من تحت الأنقاض.

مشاركة المقال: