السبت, 23 أغسطس 2025 11:57 AM

حمص تستعيد بريقها: فعالية "مسار المغتربين" تنير المدينة القديمة وتعزز الانتماء

حمص تستعيد بريقها: فعالية "مسار المغتربين" تنير المدينة القديمة وتعزز الانتماء

حمص-سانا: تحت رعاية محافظة حمص وبالتعاون مع مديرية سياحة حمص ورابطة أصدقاء المغتربين، نظمت مؤسسة تراثنا فعالية "مسار المغتربين" ضمن مشروع "مسارات الشمس".

شهدت الفعالية مشاركة نحو 50 شخصاً، من بينهم 15 مغترباً سورياً عادوا من بلدان مختلفة بعد غياب دام سنوات طويلة، حيث أضاء المسار قلب المدينة القديمة.

بدأت الفعالية بمحاضرة توضيحية في المسرح الأرثوذكسي "مقر مؤسسة تراثنا"، استعرضت تاريخ مدينة حمص وتأسيسها في الألف الثالث قبل الميلاد، مع التركيز على أبواب المدينة القديمة وأحيائها ودورها الحضاري عبر العصور، بالإضافة إلى تاريخ المسرح الأرثوذكسي.

عقب المحاضرة، انطلقت الجولة من مقر مؤسسة تراثنا إلى جامع ذي الكلاع بحي بستان الديوان، ثم كنيسة الأربعين شهيد وساحة كاتدرائية الأربعين شهيد، حيث توجد ساعة حمص الأولى، ثم جامع الفضائل، وقصر الزهراوي. وشملت الجولة أيضاً قصر مفيد الأمين، الذي يُعد من أقدم بيوت المدينة، ثم جامع السراج في حي الورشة، واختتمت بكنيسة مار ليان الحمصي في حي الورشة، لتروي هذه المحطات تاريخ المدينة العريق.

أوضحت المهندسة لمى مسلم عبود، مديرة مؤسسة تراثنا، في تصريح لمراسلة سانا، أن المؤسسة تأسست استجابةً لتراث حمص المتضرر بعد سنوات الحرب، وتسعى إلى "إسعاف التراث الثقافي من مبانٍ وحِرف ومظاهر حضارية مختلفة".

وأضافت عبود أن المؤسسة تهدف إلى رفع الوعي وتدريب الخبراء وتنظيم ورشات عمل لتعريف الأهالي والمغتربين بأهمية حمص القديمة وكيفية إعادة الحياة إلى تراثها. وأكدت أن الهدف من "مسار المغتربين" هو إعادة وصل أبناء حمص في الداخل والخارج بجذورهم، وتعزيز شعورهم بالانتماء والمسؤولية تجاه مدينتهم، مشيرةً إلى أن المسير صُمّم ليكون تجربة وجدانية تحفز المشاركين على حماية تراث حمص والحفاظ عليه.

من جانبها، أكدت سيماز ناجي، مديرة التسويق والإعلام السياحي بمديرية سياحة حمص، أن هذه المبادرات تمثل قيمة مضافة للحراك الثقافي والسياحي في المدينة، وتسهم في إبراز الوجه الحضاري والتاريخي لحمص، داعيةً إلى استمرارها بشكل دوري لتعزيز السياحة الداخلية وتشجيع عودة المغتربين.

كما أشارت مايا شبوع، عضو هيئة برابطة أصدقاء المغتربين، إلى أن الرابطة التي تأسست منذ 53 عاماً تهدف إلى مدّ جسور التواصل مع المغتربين، مؤكدةً أن مشاركة المغتربين في هذه المسارات التراثية تعيد لهم شعور الفخر بانتمائهم، وتدفعهم لنقل صورة حضارية عن بلدهم أينما كانوا.

وأكدت الدكتورة جودي مقصود، القادمة من ألمانيا برفقة ابنها، حرصها على المشاركة لتعريف ابنها بإرث بلده الحضاري، قائلةً: "خلال السنوات الأخيرة لم نسمع في سوريا سوى أخبار الحرب والدمار، وأردت أن أريه الوجه الحقيقي لسوريا؛ بلد الحضارة والثقافة والتراث الأصيل".

عبّر المغترب رائد بيطار، القادم من الإمارات العربية المتحدة، عن امتنانه للمبادرة قائلاً: "لقد منحتنا جمعية تراثنا الفرصة للتعرف على معالم مدينتنا التي نحبها وننتمي إليها، وهذه المحطات التي زرناها تحمل قصصاً وحكايات سنأخذها معنا في غربتنا وننقلها للآخرين دعوةً للعودة والارتباط بالجذور".

أكد القائمون على المشروع أن "مسار المغتربين" ليس مجرد جولة سياحية، بل هو رسالة انتماء وحب للمدينة، وتجربة تعيد وصل ما انقطع بين المغتربين وأرضهم، وتسلط الضوء على الإرث العريق لحمص ليبقى شاهداً حياً للأجيال القادمة.

مشاركة المقال: