الثلاثاء, 8 يوليو 2025 07:43 PM

حمص تستعيد عافيتها: جهود لمكافحة التسول واستعادة صورة المدينة النظيفة

حمص تستعيد عافيتها: جهود لمكافحة التسول واستعادة صورة المدينة النظيفة

لطالما عُرفت مدينة حمص بتاريخها الخالي من التسول، وهو إنجاز يعود إلى جهود جمعية البر والخدمات الاجتماعية، التي تأسست عام 1955. لعبت الجمعية دورًا أساسيًا في تعزيز التكافل المجتمعي والعمل الخيري على مر العقود، حيث قدمت الدعم للفقراء والمحتاجين ليس فقط من خلال المساعدات المالية، بل عبر برامج شاملة نظمت العمل التطوعي وكافحت الظواهر الاجتماعية السلبية، وعلى رأسها التسول.

كان للجمعية دور فعال في القضاء على التسول في المدينة، من خلال تسيير دوريات تجوب الشوارع ليلًا ونهارًا، وتأمين المأوى والرعاية للمتسولين الحقيقيين في "دار العجزة"، مما ساهم في تغيير حياة الكثيرين نحو الكرامة والاعتماد على الذات. إلا أن هذه الجهود توقفت بعد حل الجمعية قبل ست سنوات من قبل النظام البائد، مما أدى إلى عودة تدريجية للتسول إلى الشوارع نتيجة لتداعيات الحرب والضغوط الاقتصادية المتزايدة.

أمام هذا الواقع، أصدرت محافظة حمص بيانًا تعهدت فيه بمعالجة ملف التسول بشكل جذري، من خلال خطة تهدف إلى إعادة المدينة إلى سابق عهدها خالية من هذه الظاهرة. وأوضحت المحافظة أن التسول عاد للظهور نتيجة لأوضاع اجتماعية واقتصادية قاهرة، وأحيانًا نتيجة لاستغلال منظم من قبل شبكات منظمة. وأكدت أنها تعمل بالتنسيق مع مديرية الشؤون الاجتماعية وعدد من الجمعيات الأهلية، من بينها جمعية البر التي عادت للعمل كشريك رئيسي، لرصد الظاهرة ميدانيًا ومعالجة الحالات كلٌ حسب وضعه.

كما أشارت المحافظة إلى أهمية تعاون المواطنين عبر الامتناع عن تقديم المال للمتسولين، والتركيز على التبرع من خلال القنوات الرسمية الموثوقة. وشدد البيان على أن مواجهة التسول لا تقتصر على الإجراءات الأمنية، بل تحتاج إلى تضافر الجهود الشعبية ومشاركة فعالة من المجتمع المدني، من أجل تحقيق عدالة اجتماعية مستدامة.

في تعليقات وردود فعل المواطنين على البيان، برزت ملامح الغضب والقلق والحسرة، مقرونة بالأمل في عودة حمص إلى صورتها القديمة. عبّر "بسام غندور" عن حنينه إلى أيام حمص القديمة حين لم يكن في شوارعها متسول واحد، متحدثًا بمرارة عن "فرق التسول الجائر" التي تجوب الإشارات وتطرق نوافذ السيارات بإلحاح ووقاحة. وأشار إلى استفحال ظاهرة بيع المناديل والبسكويت، وتَصنُّع العاهات لاستدرار عطف الناس، مستشهدًا برجل يدّعي العمى ويتجول بين السيارات ويضربها بعصاه إذا لم يُعطَ المال.

أما "فريال محمد"، فقد ركزت على الجانب الأخطر من الظاهرة، وهو استغلال الأطفال في التسول من قبل ذويهم، واصفة ذلك بأنه تهديد خطير للمجتمع يستدعي أن تكون مكافحته أولوية قصوى. من جهته، أشار "شهاب الدين رسلان" إلى أن جزءا كبيرا من المتسولين ليسوا أفرادا محتاجين، بل أعضاء في شبكات تسول منظمة. وأعرب عن قلقه من تنامي هذه الظاهرة بصور جديدة، مثل ارتداء المتسولين لملابس دينية بهدف استغلال صورة التدين لكسب التعاطف، مما يشوّه صورة الملتزمين بالدين ويخلق خلطًا في المفاهيم.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: