السبت, 28 يونيو 2025 02:44 AM

حمص في مرمى داعش: مخططات لاستهداف دور العبادة وتحديات أمنية متصاعدة

حمص في مرمى داعش: مخططات لاستهداف دور العبادة وتحديات أمنية متصاعدة

تضاربت الآراء والنقاشات مؤخرًا حول وجود مخطط لتنظيم داعش يهدف إلى شن هجوم عسكري واسع النطاق، يستهدف أماكن العبادة المسيحية وغيرها، انطلاقًا من البادية السورية.

استهداف أماكن العبادة لإحراج الحكومة

نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر أمني أن التنظيم يسعى لاستهداف أماكن العبادة والمقامات الدينية التابعة للمسيحيين والعلويين والإسماعيليين وغيرهم، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإحداث بلبلة وإحراج الحكومة السورية الجديدة.

أكد قائد في الجيش السوري لقناة "الحدث" أن لديهم معلومات مؤكدة حول تحضيرات التنظيم لتنفيذ عمليات متزامنة تستهدف مواقع متعددة في المدن الرئيسية، مع التركيز على حمص كبوابة للوسط السوري. وأضاف أن التنظيم يعتمد استراتيجية جديدة للتغلغل من المناطق الصحراوية نحو المناطق الحضرية، مستغلًا الثغرات الأمنية والانقسامات المجتمعية.

دوريات وتشديد إجراءات الحماية

أكد محمود سليمان، ناشط مدني من حمص، في حديث لمنصة إخبارية، انتشارًا مكثفًا للدوريات الأمنية في الأحياء العامة وقرب الأماكن المقدسة لتأمين المواطنين ومنع أي اختراق أمني. وأشار إلى أن المدينة هدف مباشر بسبب تنوعها الديني والطائفي، مما يجعلها بيئة خصبة لمحاولات التفرقة وزعزعة الاستقرار. وشدد على أهمية تعزيز الإجراءات الأمنية حول المواقع الدينية الحساسة وتكثيف الرقابة على الطرق الرابطة بين البادية والمراكز الحضرية، خاصة مع تصاعد الحديث عن تحركات لخلايا نائمة مرتبطة بالتنظيم.

ضعف تنظيمي يمنع داعش من العمليات الكبيرة

رغم التحذيرات المتكررة، قال مصدر أمني من محافظة حمص (فضل عدم ذكر اسمه) إن تنظيم داعش يمر بمرحلة ضعف واضح عسكريًا وتنظيميًا، ولا يمتلك البنية اللوجستية أو البشرية لتنفيذ عمليات واسعة أو السيطرة على مناطق كبيرة كما كان الحال قبل سنوات. وأضاف أن الحديث عن قدرة التنظيم على شن هجمات منظمة والسيطرة على أحياء في المدن الكبرى يفتقر إلى الواقع الميداني، وأن التنظيم يكتفي حاليًا بالعمليات الفردية والتفجيرات الانتحارية.

داعش يركّز على زعزعة الدولة الجديدة

أشار الباحث رشيد حوراني إلى أن التنظيم لم يعد يركز فقط على محافظة إدلب، بل بات يوجه نظره نحو زعزعة استقرار الدولة السورية الجديدة، معتمدًا على العوامل الاجتماعية والجغرافية. وأوضح أن التنوع المجتمعي الكبير في سوريا يمثل هدفًا استراتيجيًا له، خاصة بعد أن أصبحت السلطة الجديدة مسؤولة عن حماية هذا التنوع. وأكد أن التنظيم يستغل المنطقة الجغرافية الواسعة الممتدة من شرق حمص وحتى الحدود السورية-العراقية، والتي تضم تضاريس متنوعة تساعده على الاختباء وشن الهجمات، وأن التعاون بين الجانبين السوري والعراقي يمثل عاملًا مهمًا في تقليص حركة التنظيم وقطع طرق الإمداد بين خلاياه.

تحديات البادية ومعركة الخلايا النائمة

ترتفع حدة التحديات الأمنية في البادية السورية، التي تُعد معقلًا تاريخيًا لخلايا التنظيم النائمة، حيث يصعب ملاحقة جميع عناصر التنظيم نظرًا لاتساع المساحة وقلة البنية التحتية. وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوترات في دمشق بعد الهجمات الأخيرة التي شهدتها العاصمة، واستهداف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، ما أدى إلى حالة من القلق لدى الشارع السوري ودفع بالسلطات إلى إعادة النظر في خطة التأمين الوطني وتكثيف التنسيق بين الجهات الأمنية المختلفة.

تحذيرات أمنية ودعوات للانتباه

في ظل هذه المعطيات، تبقى حمص في دائرة الضوء من حيث احتمالية استهدافها من قبل تنظيم داعش، سواء عبر الهجمات المباشرة أو التفجيرات الانتحارية أو حتى العمليات النفسية. وفي الوقت الذي تسعى فيه الدولة الجديدة إلى استعادة زمام الأمور وفرض الأمن، يبدو أن التنظيم سيواصل محاولاته لإحداث خرق أمني كبير، إلا أن التعزيزات المستمرة والتعاون الإقليمي والدولي يضعان حدودًا واضحة لقدرات التنظيم الحالية.

مشاركة المقال: