في ظل التحديات التي تواجه الريف السوري، وبعد سنوات من التهميش والمعاناة في ظل النظام السابق، تبرز حملات دعم الريف في سوريا الجديدة كأداة حيوية للإنقاذ والتنمية. فالتبرعات، مهما صغرت، تحمل معاني كبيرة وتعيد الأمل لمن أرهقهم الفقر والجفاف والحصار.
تواصلت الحرية مع المحامي والمستشار القانوني في الهلال العربي السوري، ياسر محرز، الذي أكد أن الريف السوري لم يعد مجرد مساحة جغرافية مهمشة، بل أصبح رمزاً للصبر والمعاناة بعد سنوات من الحصار والجوع والحرمان التي أثرت على الأرض والناس. وأشار إلى أن الزراعة، التي كانت مصدراً أساسياً للرزق، تواجه خطر التراجع بسبب شح المياه الجوفية وجفاف المحاصيل، مما أدى إلى عجز الفلاح عن تأمين احتياجاته الأساسية.
ومع اقتراب العام الدراسي الجديد، تتضاعف التحديات، خاصة مع عدم قدرة العديد من العائلات على توفير اللباس المدرسي والقرطاسية لأطفالهم. وهنا تظهر أهمية الحملات التطوعية والمبادرات الأهلية التي يقودها أصحاب المال والثروة، والتي أصبحت بمثابة طوق نجاة لسكان الريف.
وأوضح محرز أن هذه المبادرات لا تقتصر على تقديم المساعدات العاجلة، بل تسعى إلى بناء تنمية مستدامة من خلال دعم المشاريع الإنتاجية الصغيرة، والمساهمة في حفر الآبار، وتأمين فرص عمل، وشراء المحاصيل الزراعية من الفلاحين بأسعار عادلة، وتوفير مستلزمات التعليم للأطفال. وأكد أن أهمية هذه الحملات تمتد لتكون رافعة حقيقية للتنمية الريفية.
وشدد محرز على أهمية التحول من المساعدات الطارئة إلى مشاريع إنتاجية صغيرة، زراعية أو حرفية أو صناعية بسيطة، تخلق فرص عمل وتوفر دخلاً دائماً للأسر الأكثر احتياجاً، داعياً إلى شراكة حقيقية لبناء مستقبل أفضل.
واختتم محرز حديثه بالتأكيد على أهمية دعم المشاريع التي تعيد الحياة إلى الريف، مثل زراعة شجرة توت لإعادة تربية دودة القز، وحفر الآبار لإعادة الخضرة إلى الأرض، وشراء المحاصيل من الفلاحين لدعمهم. وأعرب عن إيمانه بأن كل شخص قادر على المساهمة، فالتبرع ليس حكراً على الأغنياء، بل هو فعل تضامن يمكن أن يبدأ من أبسط الأشياء.
من جهته، أفاد عضو اتحاد الحرفيين في طرطوس، منذر رمضان، بأن الوقوف مع أهلنا في الريف هو واجب إنساني وأخلاقي، وعلى الجميع دعمهم كل حسب استطاعته، وخاصة المناطق التي تعرضت للحرائق التي التهمت الأراضي الزراعية وحولتها إلى رماد، مما أدى إلى فقدان المزارعين مصدر رزقهم. وأضاف أنه يجب تقديم كل ما يمكن لتمكينهم من الاستمرار وإعادة استثمار الأرض وزراعتها، لتعود كما كانت بغاباتها وشجرها ونباتها وثمرها، وضماناً للإنتاج الزراعي المحلي.