السبت, 10 مايو 2025 04:39 PM

حملة أمنية مكثفة تستهدف مطاعم دمشق القديمة: قيود على الغناء والكحول وسط مخاوف من تصفية أصحابها

حملة أمنية مكثفة تستهدف مطاعم دمشق القديمة: قيود على الغناء والكحول وسط مخاوف من تصفية أصحابها

تشهد مطاعم دمشق القديمة حملة مداهمات مكثفة من قبل عناصر الأمن العام ووزارة الدفاع، تتضمن حظر الغناء والمشروبات الكحولية، مما أثار حالة من الذعر بين الزبائن وتسبب في انخفاض حاد في الإقبال. يتهم أصحاب المطاعم بوجود مؤامرة تهدف إلى تصفيتهم وبيع مطاعمهم لجهات متنفذة.

تعكس هذه الإجراءات تراجعًا وانتهاكًا للحريات العامة والخاصة، حيث تستمر التدخلات التعسفية من قبل عناصر الأمن العام الجديد ووزارة الدفاع في الحياة اليومية للمواطنين. استهدفت الحملة خلال الأيام الماضية مطاعم في دمشق القديمة، خاصة في منطقتي "باب توما" و"باب شرقي".

أفاد أصحاب المطاعم ليورونيوز بأن هذه الانتهاكات بدأت منذ حوالي أسبوعين، وتركز على مضايقة الزبائن والعاملين، وإيقاف العروض الفنية التي تقام عادة مساء أيام الخميس، بالإضافة إلى التشديد على منع تقديم المشروبات الكحولية، سواء من المطعم أو من قبل الزبائن.

ذكر أحد أصحاب المطاعم أن دورية أمنية مؤلفة من 38 عنصرًا مسلحًا اقتحمت مطاعم منطقة القيمرية وباب توما يوم الخميس الماضي (8 يونيو 2025)، وقامت بإيقاف حفل موسيقي وتصوير الزبائن الذين كانوا يتناولون المشروبات الكحولية، رغم عدم وجود أي شكوى رسمية.

أضاف أن بعض العناصر وجهوا تحذيرات مباشرة لأصحاب المطاعم بمنع المشروبات والحفلات بشكل كامل في المستقبل، والاكتفاء بتقديم الطعام بدون موسيقى، مع التلويح بعقوبات صارمة في حال المخالفة.

أكد صاحب مطعم آخر أن الوضع كان مختلفًا في السابق، حيث كانت "شرطة السياحة" هي المسؤولة عن التفتيش، وكانت تدخل بلباس مدني وبدون سلاح، وتتصرف باحترام. أما الآن، تدخل عناصر مسلحة ومدججة بالأسلحة، يهددون ويرهبون بشكل مستفز.

ذكر صاحب مطعم ثالث أن "مكتب عنبر" كان يرسل مهندسين برفقة شرطة السياحة عند وجود شكوى، وكانت الإجراءات تقتصر على الإنذار أو الغرامة المالية، أو الإغلاق المؤقت، بطريقة لبقة. لكن المسؤول الجديد، وهو مهندس من إدلب، يتهمه أصحاب المطاعم بالعمل كـ"جاسوس للمحافظة" واستغلال منصبه لتحقيق أجندات أخرى.

أكد أصحاب المطاعم أن هذه الحملة أثرت بشكل كبير على الإقبال والمداخيل، بسبب خوف الزبائن من التواجد في هذه الأماكن العامة، خاصة بعد مشاهد التصوير والتفتيش الاستفزازي. وأشار أحدهم إلى أن أكبر مطعم في المنطقة استقبل 5 زبائن فقط يوم الجمعة، وهو عادة الأكثر ازدحامًا.

يصف أصحاب المطاعم هذه الحملة بأنها "عمل ممنهج" يهدف إلى دفعهم لبيع مطاعمهم لمتنفذين من إدلب، والسعي لتغيير ديموغرافي في دمشق القديمة. وأكدوا أنهم قد يلجؤون إلى خطوات تصعيدية مثل الإضراب إذا لم يتدخل وزير السياحة لإيقاف هذه الانتهاكات، محذرين من أن هذه الإجراءات تهدد القطاع السياحي بأكمله.

* العنوان والنص لشبكة يورونيوز الأوروبية

مشاركة المقال: